ينبغي للمرأة أن تعرض على العريس جميع محاسنها ، وأن تظهر له ما خفي من زينتها ، ويستحسن لها ليلة بنائها ألا تفرط في التمنع على زوجها فيما يريد منها ، ولا بأس بالامتناع الخفيف الذي يهيجه ويقوي حرصه ، كذلك ينبغي للعريس أن يحسن التصرف مع عروسه ليلة الزفاف ، فلا يتخطى حدود اللياقة والكياسة ، ويتعجل تحقيق الاتصال الجنسي دون مقدمات ، فلا بد من اسئناس الزوجة ، وإبعاد الخجل عنها بصورة تدريجية .
فعلى الزوجين ليلة البناء أن يطهرا باطنهما ويزيناه بالتوبة من جميع الذنوب والآثام والعيوب ، فيدخلان طاهرين نظيفين حسا ومعنى لعل الله يكمل لهما أمر دينهما بهذا الزواج ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تزوج فقد استكمل نصف دينه ، فليتق الله في النصف الآخر ) .
صلاة الزوجين معاً في بيت الزوجية :
إذا ما دخل الزوجان البيت يستحب أن يصليا ركعتين ، لأن ذلك منقول عن السلف رضوان الله عليهم ، فإذا فرغ الزوج من الصلاة والدعاء فليقبل بوجهه إليها ويجلس بجوارها ويسلم عليها ويباسطها بالكلام الحسن .
الملاعبة :
وعليه قبل الجماع أن يمازحها ويلاعبها ويلامسها ويعانقها ويقبلها ، ولا يأتيها على غفلة ، فإن لليلة الأولى في حياة الزوجين أثراً كبيراً في تولي الحب أو البغض ، وعلى العروس تعلم أن لحديثها وصوتها سحراً ينبغي أن توجهه إلى زوجها حتى تسارع للوصول إلى شغاف قلبه .
المداعبة :
من فنون المداعبة الجنسية أن يسبق عملية الجماع مداعبة البظر بلطف ، لأن هذا العضو حساس جداً ، فهو نقطة مركزية لإثارة المرأة من الناحية الجنسية ووصولها إلى رعشة الجماع ، فإذا ما أثيرت المرأة بمداعبة البظر ، يبدأ الرجل في الإيلاج ليضمن أن تستكمل المرأة لذتها الجنسية إما معه أو قبله .
والمداعبة هي المقدمة الأخيرة التي تليها المباضعة ، والمراد بالمداعبة : الملاعبة والملاطفة ، بالفعل والقول والمقصود من المداعبة استنفار الشهوة .
فالمداعبة تكون كما يلي :
1. التقبيل : أي تبادل القبلة بين الزوجين ، وأحسنه قبلة الفم ، ويجوز مص اللسان .
2. ملاعبة الرجل ثديي زوجته : وهذا يثير جدا شهوة المرأة .
3. مداعبة كل من الزوجين عضو الآخر : فقد سئل الإمام أبو حنيفة عن مس الرجل فرج زوجته والعكس ، فقال : ( لا بأس به ، وأرجو أن يعظم أجرهما ) ، وأهمها مداعبة البظر عند المرأة ، والبظر : عضو صغير حساس كعرف الديك موضعه من أعلى الفرج في النساء ، وهو يعادل القضيب عند الرجال ، ومعلوم أن مداعبة بظر المرأة يثير شهوتها إلى أقصى الحدود ، ويجعلها تستسلم للرجل بالكلية .
4. المباشرة : أي الصاق البشرة بالبشرة ، وذلك بالمعانقة والضم المتبادلين بين الزوجين ، أما المداعبة بالقول : فتكون بتبادل الكلمات المعبرة عن شوق كل من الزوجين إلى الآخر وحبه له ورغبته فيه ، وبعد هذه المقدمات يصبح الزوجان على أتم الاستعداد للمباضعة ويحظيان منها بما يريدانه من تمتع وتحصن وعفاف .
مثل هذه المداعبات والملاعبات بين العروسين فن هام يتوقف عليه وجود المتعة واستمرار الحياة الزوجية السعيدة ، فإن المرأة تحب من الرجل ما يجب هو منها ، فإذا أتاها على غفلة فقد يقضي منها حاجته قبل أن تقضي هي ، فيؤدي ذلك إلى تشويشها أو إفساد دينها ، والخير كله في السنة ، وهو ألا يأتيها حتى يحادثها ويؤانسها ويضاجعها ثم يقبل على حاجته .
الجماع :
الجماع هو أن يأتي الرجل زوجته في فرجها ( موضع الحرث ) ، من أي جهة شاء ، من خلفها أو من أمامها ، لقوله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مقبلة أو مدبرة ، مادام ذلك في الفرج ) .
غشاء البكارة :
قال الشيخ علي محفوظ في كتابه " الإبداع في مضار الإبتداع " : ( من أشنع البدع وأقبحها العادات فض البكارة بالأصبع ، فإنه مع مخالفته للسنة المحمدية كثيراً ما يضر بالعروس ويسبب لها العقم ، ويورثها في الغالب داء الرهقان ، وكل ذلك ضرر لا يخفى حرمته ) .
ولا يبرر هذا السلوك طلب إثبات شرف الفتاة ، وطهرها ، فإن المرأة أو الفتاة التي لم يكن لها من دينها وحسن نشأتها ما يعصمها من الزلل ، لا تعجزها الحيلة في خداع زوجها ليلة الزفاف ، وهذه الحيل معروفة لدى الأطباء وقرناء السوء ، ولها نفس الظاهرة الناتجة عن إزالة البكارة وسيل الدماء .
ومن ناحية أخرى فإن أغشية البكارة تختلف من واحدة إلى أخرى فقد تكون بالغة الرقة عند بعضهم ، فتنتهك لمجرد حركة عنيفة أو سقطة شديدة ، دون أن تشعر الفتاة بما أصابها إلا حين تفاجأ في ليلة الزفاف ، ويحيط بها العار وهي منه براء ، في حين أن بعض الأغشية الأخرى تمنح لصاحبها فرصة الالتئام بعد العبث بها والنيل منها وهناك نوع آخر من الأغشية لا يتمزق بأي حال من الأحوال مهما كثر الاستعمال ، ولا يزول إلا بالولادة ، فقد تحمل صاحبته مولوداً وما يزال غشاء بكارتها سليماً .
أوقات الجماع :
يكون الجماع في أول الليل أو آخره ، لكن أول الليل أولى ، لأن وقت الغسل يبقى زمناً متسعاً ، بخلاف آخر الليل ، فإنه قد يضيق عليه ، وقد يؤول إلى تفويت صلاة الفجر في جماعة ، أو إلى إخراج الصلاة عن وقتها ، كما أن التأخر إلى آخر الليل بعد نوم عميق قد يغير رائحة الفم أو الأنف فإذا شمه أحدهما فإن ذلك سببا في كراهة صاحبه .
ويعتبر أحسن أوقات الجماع بعد صلاة الفجر قليلا حيث يكون الزوجان مستريحي الجسم والتفكير ، ولا بأس من النوم بعد ذلك ولو قليلا ، وفي ذلك متعة عظيمة ، كما أن في الغسل أو الوضوء قبل الجماع تنشيطاً للجسم وتهيئته له ، قال القاضي عياض : إن غسل الذكر يقوي العضو وينشطه .
التسمية والدعاء عند الجماع :
واعلم أخي المسلم أن من السنة المطهرة الدعاء قبل الجماع ، روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله ، بسم الله ، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، ثم قدر بينهما في ذلك أو قضى ولد ، لم يضره شيطان أبدا ) ، يأتي أهله : أي يجامع زوجته .
آداب الجماع :
ومن آداب الجماع أنه إذا قضى وطره منها فليتمهل عليها حتى تقضي هي أيضا شهوتها فإن إنزالها ربما يتأخر فيهيج شهوتها ، ثم القعود عنها ايذاء لها ، قال ابن قدامة رحمه الله : ويستحب أن يلاعب امرأته قبل الجماع لتنهض شهوتها ، فتنال من لذة الجماع مثل ما ناله .
تقبلها وتغمزها وتلمزها ، فإذا رأيت أنه قد جاءها مثل ما جاءك واقعتها فإن فرغ قبلها كره له النزع حتى تفرغ ، لما روى أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا جامع الرجل أهله فليقصدها ثم إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها ) ، ولأن في ذلك ضرراً عليها دفعا لها من قضاء شهوتها .
وينبغي للزوج إذا عزم على الاجتماع بأهله أن يتحرز بما يفعله بعض العوام ، وهو منهي عنه ، وهو أن يأتي زوجته على غفلة بل حتى يلاعبها ويمازحها بما هو مباح مثل اللمس والقبلة وما شاكل ذلك ، حتى إذا رأى أنها قد جاءت شهوتها فحينئذ يأتيها ، وذلك أن المرأة تحب من الرجل ما يحب منها ، فإذا أتاها على غفلة قد يقضي هو حاجته وتبقى هي ، فقد يؤذيها ذلك .
ويراعي الآداب الآتية في الجماع :
1. أن لا يجامع زوجته وهي في ثيابها : بل حتى تنزعها كلها وتدخل معه في لحاف واحد ، وللرجل أيضاً أن يتجرد من ثيابه بشكل عادي وبصورة تدريجية كي لا تفاجأ المرأة ، ولا شك أن التجرد من الثياب فوائد منها أن فيه راحة البدن من حرارة النهار ، ومنها سهولة التقلب يمينا وشمالا ، ومنها ادخال السرور على الزوجة وزيادة التمتع .
2. ينبغي لمن يدخل بزوجته البكر أن لا يعزل عنها كما يفعل بعض الناس : ( والعزل هو أن يخرج عضو الذكورة قرب الإنزال فينزل المني بالخارج ) ، وعليه ألا ينزع إلا بعد الإنزال ، وذلك كي يسارع ماؤه إلى رحمها ، لعل الله يجعل له من ذلك ذرية ينفعه بها .
3. ثم إذا أنزل الرجل قبل زوجته فعليه أن لا ينزع بل عليه أن يتمهل حتى تنزل هي .
4. ليس هناك عدد محتوم في مرات الجماع : للرجل والمرأة على السواء ولكنه يخضع كثرة أو قلة للمزاج والقدرة والضرورة والظروف الصحية والنفسية والإجتماعية .
5. يكره للزوج أن يأتي امرأته من غير أن تطيب نفسها بذلك : وكذلك أن يأتيها على غفلة ، لأن ذلك يفسد عليها دينها وعقلها .
6. ويستحب للزوجين : أن لا يمسحا فرجيهما بخرقة واحدة ، بل إعداد خرقة مستقلة لكل واحد منهما .
7. يحرم على الزوج : أن يأتي زوجته جاعلا بين عينيه غيرها ، لأن ذلك نوع من أنواع الزنا ، وكذلك يحرم عليها .
8. الجماع جائز في كل الشهور والأوقات والأيام : وفي كل ساعة من الليل أو النهار إلا في فترات الحيض والنفاس والإحرام والصيام .
9. يستحب للزوجين أن يغسلا أسنانهما ثم يطيب الفم بطيب فائح لأن ذلك أدعى إلى الإلتصاق والعناق ويؤدي إلى المحبة .
10. إذا أتى الرجل زوجته : ثم أراد أن يعاود الجماع فعليه بالوضوء ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتي أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ وضوءه للصلاة ، فإنه أنشط للعود ) .
11. إذا أرادا النوم وهما جنبان : فعليهما بالوضوء أيضاً فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل وينام ، وهو جنب غسل فرجه وتوضأ وضوءه للصلاة ) .
12. يجب الإغتسال من الجماع قبل الصلاة : والإغتسال قبل النوم أفضل لحديث عبدالله رضي الله عنه سألت عائشة قلت : كيف كان صلى الله عليه وسلم يصنع في الجنابة ؟ أكان يغتسل قبل أن ينام ، أم ينام قبل أن يغتسل ؟ قالت : كل ذلك كان يفعل ربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام قلت : الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة .
13. يجوز للعروسين أن يغتسلا في مكان واحد : ولو رأى منها ورأت منه ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد بيني وبينه ، تختلف أيدينا فيه ، فيبادرني حتى أقول : دع لي دع لي ، قالت : وهما جنبان .
كيف يجامع الرجل زوجته :
قال الله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ) ، الآية الكريمة تبين أن النساء هن موضع الحرث فيجب على المسلم أن يلتزم أمر الله تعالى في إتيان المرأة في الموضع الذي أمر الله به .
قال صلى الله عليه وسلم : ( مقبلة ومدبرة إذا كان في الفرج ) ، قال ابن قدامة رضي الله عنه : ( لا بأس بالتلذذ بها بين الإليتين من غير إيلاج ، لأن السنة إنما وردت بتحريم الدبر ، ولأنه حرم لأجل الأذى ) ، وقال الإمام الشافعي رحمه الله : ( فأما التلذذ بغير إيلاج الفرج بين الإليتين وجميع الجسد فلا بأس به إن شاء الله تعالى ) .
أوضاع الجماع :
يقول الإمام ابن القيم في زاد المعاد :
( وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشاً لها بعد الملاعبة والقبلة ، وبهذا سميت المرأة فراشاً ، كمال قال صلى الله عليه وسلم : " الولد للفراش " ، وهذا تمام قوامية الرجل على المرأة ، كما قال تعالى : (الرجال قوامون على النساء ) ، وقد قال تعالى : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) ، فإن فراش الرجل لباس له ، وكذلك لحاف المرأة لباس لها ، فهذا الشكل الفاضل مأخوذ من الآية ، وبه يحسن استعارة اللباس من كل من الزوجين للآخر ، وفيه وجه آخر وهو أن تنعطف عليه أحيانا فتكون عليه كاللباس .
ويفضل للزوجين أن يجربا جميع أشكال الجماع التى ترضيهما وتمتعهما أثناء المعاشرة الزوجية ، ويفضل التنويع فى هذه الطرق بحيث يكون لكل يوم يجتمعان فيه شكل جديد من أوضاع الجماع لكى يضفيان جو التجديد والمرح على هذه اللحظات الممتعة فى الحلال .
هل أعجبك الموضوع ..؟ هل استفدت منه ..؟ هل تتفق أو تختلف مع محتواه من وجهة نظرك ..؟ ننتظر منك تعليقك هنا أسفل الموضوع