يوضح الدكتور مجيد أمين، أستاذ جراحة الفم والاسنان، أن كثيرا ما يشكو بعض
الناس من وجود رائحة غير طبيعية بالفم، تسبب لهم متاعب اجتماعية جمة، فضلاً
عن انعكاساتها النفسية عليهم، وللرائحة الكريهة أو غير الطبيعية بالفم
أسباب كثيرة، منها أسباب موضوعية، وهى تعنى وجود مرض عضوى بالفم وراء ظهور
الرائحة غير المحببة منها:
1. الالتهابات المزمنة باللثة: وتنتج هذه الالتهابات فى أغلب الأحيان من
وجود ترسبات متكلسة على الأسنان إلى جانب وجود اللطعة الجرثومية، والتى
تحتوى على ميكروبات عديدة، ونتيجة للتفاعل بين ميكروبات طبقة البلاك، وخاصة
الطبقة المتكونة تحت اللثة، وبين فضلات الطعام، وتتكون عدة خمائر وإفرازات
تتسبب فى المشاكل المرضية السابق الحديث عنها، إلى جانب انبعاث تلك
الرائحة الكريهة والمزعجة بالفم.
2. تسوس الأسنان: كما هو معروف فإن التسوس يحدث فجوات وحفر بالأسنان
تتجمع فيها فضلات الطعام والميكروبات، ويؤدى التخمر الغذائى إلى جانب
التأثير الميكروبى على الأسطح المصابة من الأسنان إلى إنتاج بعض الأحماض
والخمائر المسئولة عن انبعاث الرائحة غير الطيبة من الفم.
3. قروح الفم: وتصيب هذه القروح الغشاء المخاطى المبطن للفم نتيجة
لاضطرابات معوية أو اختلال فى الهرمونات أو بسبب ضغوط نفسية عصبية، وهذه
القروح قد تصيب الغشاء المخاطى المبطن للشفة أو للخد أو لأسطح اللسان
المختلفة، وفى كل الأحوال تتعرض هذه القروح لتأثير الميكروبات الموجودة
طبيعياً فى اللعاب والفم، فتحدث بها بعض التغيرات المرضية، التى تتسبب فى
أحيان كثيرة فى انبعاث الرائحة غير المحببة بالفم، ويجب الإشارة إلى أن هذه
القروح تسبب كثيرا من الألم للمريض، مما يدفعه فى الغالب إلى اللجوء
للطبيب طلباً للعلاج.
4. تجمع فضلات الطعام على اللسان: فعند تجمع طبقة سميكة من بقايا الطعام
على سطح اللسان فإنها تتعرض للتخمر الغذائى، مما يحدث الرائحة غير الطيبة
الفم.
5. تركيبات الفم غير الجيدة: عند وجود تركيبات صناعية بالفم غير تامة
المواصفات، فإنها تساعد على تجمع فضلات الطعام حولها، أو بينها وبين
الأسنان الطبيعية، فتؤدى إلى تخمر تنتج عنه الرائحة الكريهة بالفم.
وهناك أسباب غير موضعية لحدوث رائحة الفم الكريهة منها:
1. التهاب اللوزتين، فكثيراً ما تنتج عنه رائحة غير محببة بالفم، نظراً لوقوع اللوزتين خلف التجويف الفمى مباشرة.
2. الاتهابات الرئوية وأمراض الجهاز التنفسى.
3. بعض أمراض الجهاز الهضمى.
4. الإكثار من تناول بعض الأطعمة، مثل البصل والثوم التى فضلاً عن تأثيرها الموضعى بالفم، فإن مستخلصاتها تمتص عن طريق الدم.