منتديات مايكل جاكسون لشباب العرب
دروس من علوم القرآن  P_1947n9v8i1
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم فى منتديات مايكل جاكسون (ملك البوب) M.J،
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى،
فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى،
أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الإدارة
منتديات مايكل جاكسون لشباب العرب
دروس من علوم القرآن  P_1947n9v8i1
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم فى منتديات مايكل جاكسون (ملك البوب) M.J،
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى،
فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى،
أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الإدارة
منتديات مايكل جاكسون لشباب العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مايكل جاكسون لشباب العرب

منتدى لعشاق ومحبى الأسطورة الغنائية ملك البوب مايكل جاكسون, Michael Jackson Forums
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 دروس من علوم القرآن

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
memogo
مشرف الأقسام الدينية و قسم الصور العام
مشرف الأقسام الدينية و قسم الصور العام
memogo

الدولة : مصر
الجنس : ذكر
مزاجى مزاجى : دروس من علوم القرآن  110
عدد المساهمات : 21090
نقاط النشاط : 41264
تاريخ التسجيل : 14/01/2010
دروس من علوم القرآن  1512_md_13266717781

دروس من علوم القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: دروس من علوم القرآن    دروس من علوم القرآن  I_icon_minitime22nd مارس 2012, 17:45


الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد
المبعوث رحمة للعالمين ليتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وعلى آله
وصحبه أجمعين
أما بعد
فهذه سلسلة دروس من علوم القرآن أنقل لكم فيها ما يناهز العشرين درساً
أسأل الله أن ينفع بها

l

الدرس الأول



نشأة علوم القرآن



حين أراد اللّه بهذه الأمة خيراً أرسل إليهم رسوله صلى الله عليه وسلم
وأنزل عليه خير كتبه القرآن الكريم ليخرج الناس به من الظلمات إلى النور .
وقد أدرك الناس في تلك الحقبة إعجاز القرآن وأنه لايمكن أن يكون كلام بشر .
فآمنوا به واتبعوه وأقبلوا عليه يتلونه ، ويحفظونه ، ويفسرونه ، ويعملون
به وتنافس الصحابة رضوان اللّه عليهم في ذلك ، فكانوا لا يتجاوزون عشر آيات
حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، وبلغ من علمهم أن عبداللّه بن
مسعود رضي الله عنه يقول : " واللّه الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب
اللّه إلا أنا أعلم أين نزلت ولا نزلت آية من كتاب اللّه إلا أنا أعلم فيم
أنزلت ، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب اللّه تبلغه الإبل لركبت إليه ".
ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو على المنبر : " سلوني فواللّه لا
تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب اللّه فواللّه ما من آية إلا
وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل ".
وما زال الصحابة رضي اللّه عنهم يقرأون القرآن ويتدبرون معانيه ويتدارسون أحكامه حتى حفظه كثير
منهم ، واشتهر آخرون بدقة تفسيره ، واشتهرت طائفة بأحكام تلاوته وبهذا نشأت علوم القرآن .

مدارس التفسير

بعد اتساع الفتوحات الإسلامية ودخول بلدان كثيرة في الإسلام انتشر الصحابة رضوان اللّه عليهم
في البلدان المفتوحة يعلمون أهلها القرآن ويفسرون لهم معانيه ، وينشرون علومه ومعارفه ، وكان
الصحابة يجلسون في المسجد أو في غيره ويلتف حولهم الطلاب منهم من يكتب ويدون ، ومنهم
من يكتفي بالسماع والفهم والحفظ ، فنشأت ما يمكن أن نسميها
« مدارس التفسير »

أشهرها ثلاث مدارس هي :
١ مدرسة عبداللّه بن عباس رضي اللّه عنهما في مكة :
وهو حبر هذه الأمة وترجمان القرآن وهو الذي دعا له رسول صلى الله عليه وسلم بقوله : «اللهم فقهه في الدين
وعلمه التأويل .»
ومن أشهر تلاميذه : سعيد بن جبير ، ومجاهد بن جبر ، وعكرمة ، وطاوس ، وعطاء بن أبي رباح .
٢ مدرسة أُبي بن كعب رضي الله عنه بالمدينة النبوية :
وقد كان أحد كُتاب الوحي ، وإمام القرّاء ، شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : « أقرؤهم أُبُّي بن كعب .»
ومن أشهر تلاميذه : زيد بن أسلم ، وأبو العالية الرياحي ، ومُحمَّدٌُ بن كعب القرظي .
٣ مدرسة عبداللّه بن مسعود رضي الله عنه بالكوفة :
وهو أول من جهر بالقرآن بمكة وأسمعه قريشاً بعد الرسول صلى اله عليه وسلم قال عنه الرسول عليه الصلاة
والسلام : « من أحب أن يقرأ القرآن غضّاً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد » يعني ابن مسعود،
وقال ابن مسعود: « واللّه لقد أخذت من في رسول اللّه صلى اله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة
ومن أشهر تلاميذه : علقمة بن قيس ، والشعبي ، وأبو عبدالرحمن السلمي
وقد كان هؤلاء الصحابة وغيرهم يعلمونهم القرآن وتلاوته وتفسيره وأحكامه
ويبينون لهم أسباب النزول والناسخ والمنسوخ وغير ذلك من علوم القرآن
ولم يؤلف أحد من الصحابة كتاباً بل كانوا يُعلمون بالرواية والتلقين .
ثم بدأ التابعون بالكتابة والتدوين في علوم القرآن :
* فألَّّف الحسن البصري ( ت 110 هـ ) في القراءات
*وألَّف عطاء بن أبي رباح (ت 114 هـ) في غريب القرآن
*وألّف قتادة بن دعامة السدوسي في الناسخ والمنسوخ .

ثم انفتح باب التأليف على مصراعيه فأُلفت في علوم القرآن مؤلفات كثيرة من أشهرها :
١ تأويل مشكل القرآن لابن قتيبيه ( ت 276 هـ).
٢ إعجاز القرآن لأبي بكر الباقلاني ( ت 403 هـ). .
٣ المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني (ت 502 هـ ) .
٤ التبيان في أقسام القرآن لابن القيم ( ت 751 هـ) .
٥ لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي( ت 911 هـ) .
واتجهت أنظار العلماء إلى تأليف كتب تجمع الحديث عن علوم القرآن كلها فتعرف كل علم
تعريفاً مختصراً ومن أشهر المؤلفات على هذا النحو :
١ البرهان في علوم القرآن : لبرهان الدين الزركشي ( ت 79هـ) .
٢ الإتقان في علوم القرآن : لجلال الدين السيوطي ( ت 911 هـ) .
٣ مناهل العرفان في علوم القرآن : لمحمد عبدالعظيم الزرقاني( ت 1367 هـ) .
والمؤلفات في علوم القرآن كثيرة جداً ومما لا شك فيه أن التاريخ كله لا يعرف كتاباً درسه الدارسون
وألّف في علومه المؤلفون وصنف فيه المصنفون مثل
القرآن الكريم


وإلى هنا انتهى الدرس الأول
ولنا لقاء قريب بإذن الله





غايتي رضى ربي



الدرس الثاني

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


تعريف علوم القرآن

هو مركب إضافي من كلمتين ( علوم ) و ( قرآن ) أما )(علوم ) فجمع علم ، والعلم مصدر مرادف
للفهم والمعرفة . وأما ( القرآن ) لغة : مصدر قرأ .
فقيل : معنى "قرأ": تلا سمي به المقروء تسمية للمفعول بالمصدر ، ومنه قوله
تعالى: { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ{17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ
فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} القيامة 17ـ18 أي قرآءته .
وقيل : معنى " قرأ " جمع ومنه قرأ الماء في الحوض إذا جمعه ،
وسمي القرآن قرآناً لأنه جمع
القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض .
والقرآن في الاصطلاح : كلام اللّه المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته." وله تعريفات أخر "
شرح التعريف :
قولنا كلام اللّه : خرج به كلام غيره من الإنس والجن والملائكة .
المنزل : خرج ما استأثر اللّه بعلمه ولم ينزله على أحد من خلقه .
على محمد صلى اله عليه وسلم : خرج المُنَزَّلُ على غير محمد عليه الصلاة والسلام كالتوراة والإنجيل .
المتعبد بتلاوته : خرجت الأحاديث القدسية .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الفرق بين القرآن الكريم والأحاديث القدسية
ذكر العلماء فروقاً عديدة بين القرآن الكريم ، والأحاديث القدسية منها :

* أنَّ القرآن الكريم تحدى الله الناس أن يأتوا بمثله أو بعشر سور مثله أو بسورة من مثله
أو بحديث مثله فعجزوا ، أما الأحاديث القدسية فلم يقع بها التحدي .
* أن القرآن الكريم منقول بطريق التواتر فهو قطعي الثبوت كله سوره وآياته وجمله
ومفرداته وحروفه وحركاته وسكناته ، أما الأحاديث القدسية ، فلا يشترط فيها التواتر
وأغلبها أحاديث آحاد وهي ظنية الثبوت .
*أن القرآن الكريم من عند الله لفظاً ومعنى ، أما الحديث القدسي فمعناه من عند الله ، أمَّا
لفظه فالصحيح أنّه من الرسول صلى اله عليه وسلم .
*أن القرآن الكريم متعبد بتلاوته من وجهين :
الأول : أن الصلاة لا تصح إلا به دون الحديث القدسي فلا يتلى في الصلاة .
الثانى : أن ثواب التلاوة للقرآن ثواب عظيم أفضل من ثواب قراءة الأحاديث القدسية
أو غيرها .
أنّ القرآن الكريم لايمسه إلا المطهرون ، أمّا الحديث القدسي فيمسه الطاهر وغير
الطاهر ، وغير ذلك من الفروق .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

أسماء القرآن الكريم وصفاته
وردت للقرآن الكريم أسماء وصفات كثيرة ولكثرتها فقد أفردها بعض العلماء بمؤلفات مستقلة
فقد ألّف ابن القيم كتاب « شرح أسماء الكتاب العزيز » وألّف الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي
كتاباً من جزأين اسمه (الهدى والبيان في أسماء القرآن).
ومن أسماء القرآن :
القرآن لقوله تعالى :{ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} الإسراء 9
الكتاب لقوله تعالى الْكِتَا:{ الم{1} ذَلِكَ بُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} البقرة 1ـ2
الفرقان لقوله تعالى :{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} الفرقان 1
التنزيل لقوله تعالى :{ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الشعراء 192
ومن صفاته :
المبارك قال تعالى : {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } الأنعام آية 92
المبين قال تعالى : { قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}المائدة 15
المجيد قال تعالى : { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ} البروج آية 21.
وغير ذلك من الأسماء والصفات .

ونستطيع أن تُعرَّف علوم القرآن بأنها «مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وجمعه وقراءته وتفسيره
وناسخه ومنسوخه وأسباب نزوله ومكيه ومدنيه ونحو ذلك » . ويسميه بعض أهل العلم بـ « أصول التفسير »
لأنه يتناول العلوم التي لابد للمفسر من معرفتها والعلم بها .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وإلى لقاء متجدد بإذن الله

غايتي رضى ربي

الدرس الثالث
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نزول القرآن الكريم

في القرآن الكريم آيات كثيرة تحدثت عن نزول القرآن ، منها ما يدل على أن نزول القرآن كان في ليلة
واحدة وهي قوله تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } البقرة آية 185.
وقوله تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} الدخان آية 3
وقوله تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} القدر آية 1.
ومن آيات القرآن ما يدل على أنه نزل مفرقاً ومنها قوله تعالى :{ وَقُرْآناً
فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ
تَنزِيلاً} الإسراء آية 106 .
وقوله سبحانه :{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ
الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ
وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} الفرقان آية 32 .
ومعلوم أن القرآن أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة . وقد جمع العلماء بين هذه
الآيات :
فقالت طائفة: إن الآيات الأولى تدل على أن القرآن ابتدأ نزوله في ليلة
القدر وهي الليلة المباركة وهي في شهر رمضان ، ثم استمر نزوله بعد ذلك كما
تدل عليه الآيات الأخرى ، وعلى هذا القول فليس للقرآن إلا نزولاً واحداً
منجماً ـ أي مفرقاً ـ على الرسول صلى الله عليه وسلم .
وقالت طائفة : أن للقرآن نزولين :
**فالآيات الأولى تدل على النزول الأول وهو نزول القرآن جميعاً من اللوح المحفوظ في السماء السابعة
إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، وكان ذلك في ليلة القدر من شهر رمضان .
**والآيات الأخرى تدل على النزول الثاني وهو نزول القرآن مفرقاً من بيت العزة في السماء الدنيا إلى
الرسول وكان ذلك في ثلاث وعشرين سنة .
وعلى هذا القول فإن للقرآن الكريم نزولين النزول الأول جملة والنزول الثاني مفرقاً .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الحكمة من نزول القرآن منجماً:
وقد ذكر العلماء حكماً عديدة لنزول القرآن مفرقاً على الرسول ومنها :-
1ـ تثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم :
فكلما اشتد الأذى من المشركين على الرسول نزل عليه القرآن ، ففرج همه وأزال غمه وثبت قلبه قال
تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ
جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ
تَرْتِيلاً} الفرقان آية 32 .
2 ـ استمرار التحدي والإعجاز :
إذ لو نزل القرآن مرة واحدة لكان التحدي والإعجاز كذلك ، ولكن القرآن نزل
في أوقات مختلفة ، وكلما نزل شيء من القرآن ، عجزوا عن الإتيان بمثله فتجدد
ثبوت الإعجاز
3ـ التدرج في التشريع وفي تربية الأمة :
وذلك أن الناس كانوا مشركين لا يعرفون شيئاً من أحكام الإسلام ولو نزل عليهم القرآن جميعاً لشق
عليهم العمل به فبرحمة من الله أنزل القرآن منجماً لتنزل الأحكام شيئاً فشيئاً . وهناك حِكَم كثيرة غير
ذلك .
4ـ تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه:
حيث يتشوق الناس بلهف وشوق إلى نزول الآية، لا سيما عند اشتداد الحاجة إليها كما في آيات الإفك واللعان.
5ـ تيسير حفظه وفهمه


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


وإلى درس جديد بإذن الله

غايتي رضى ربي


الدرس الرابع

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

جمع القرآن الكريم
قال الله عز وجل :{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} القيامة آية 17
يطلق جمع القرآن ويراد به أحد ثلاثة معان :
الأول : جمعه بمعنى حفظه في الصدور .
الثاني : جمعه بمعنى كتابته وتدوينه .
الثالث : جمعه بمعني تسجيله تسجيلاً صوتياً .
وسنتكلم عن كل نوع بإيجاز :

أولاً :جمعه بمعنى حفظه :
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
أي علينا أن نجمعه في صدرك فلا تنسى منه شيئاً ، وقد حفظ الرسول صلى اله عليه وسلم القرآن وحفظه العدد
الكثير والجم الغفير من الصحابة ومن التابعين فكانوا يقومون به آناء الليل
وأطراف النهار ويهجرون لذة النوم وراحته، إيثاراً للذة القيام به وتلاوته
فكانوا يقرأونه والناس نيام وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرهم بهذا
ويندبهم إليه ويحثهم عليه .
وما زال المسلمون بحمد اللّه يحفظون القرآن وسيظلون كذلك إلى يوم القيامة إن شاء الله تعالى .
ثانياً :جمعه بمعنى كتابته وتدوينه :
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
وهذا مر بثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : جمعه في عهد الرسول صلى اله عليه وسلم :
لم يكن القرآن في عهد الرسول صلى اله عليه وسلم في مصحف واحد . بل كان
مفرقاً ، فقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم عدداً من الصحابة لكتابة ما
ينزل عليه من القرآن وهم كُتَّاب الوحي ، وكانوا من خيرة الصحابة ومنهم أبو
بكر وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وزيد بن مثبت ، وأبي بن كعب ، وغيرهم رضي الله
عنهم .
وكان صلى الله عليه وسلم يخبرهم بموضع الآية من السورة فيكتبونها على ما
تيسر لهم من العسب ، واللخاف والجلود وعظام الأكتاف ونحو ذلك .
ولم يجمع الرسول صلى اله عليه وسلم القرآن كما قلنا في مصحف واحد لأسباب منها :
1 ـ عدم وجود الدواعي لذلك مثل ما وجد من الدواعي في عهد أبي بكر وفي عهد عثمان رضي الله عنهما .
2ـ أن النبي صلى اله عليه وسلم كان بصدد أن ينزل عليه الوحي بنسخ تلاوة ما
شاء الله من آية أو آيات ، أو أن ينزل بآية أخرى ، ولو جمع في مصحف واحد
لكان عرضةً للتغيير والتبديل كلما نزل وحي بنسخ آية أو بنزول آية وهذا أمر
فيه غاية المشقة .
المرحلة الثانية : جمعه في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
لما استشهاد عدد كبير من حفاظ القرآن الكريم في حروب الردة خشي الصحابة أن
يذهب شيء من القرآن بذهاب حفظته فاتفقوا على جمع القرآن كله وكتابته
وتدوينه في مصحف واحد ، وكان ذلك في السنة الثانية عشرة بعد موقعة اليمامة .
قصة الجمع :
لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت كثير من قبائل العرب عن الإسلام فأرسل إليهم أبو بكر
الصديق رضي الله عنه الجيوش لحربهم وكان من هذه الحروب غزوة اليمامة التي قتل فيها عدد كبير من
قراء الصحابة بلغوا نحو سبعين قارئاً ، فهال ذلك عمر بن الخطاب وخشي أن يذهب شيء
من القرآن بذهاب الحفاظ فدخل على أبي بكر رضي الله عنهما واقترح عليه أن يجمع القرآن في مصحف
واحد حتى لا يضيع منه شيء وقد أخرج البخاري في صحيحه عن زيد بن مثبت رضي الله عنه أنه قال : "
أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر
إن عمر أتاني فقال : إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإنى أخشى
أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وأني أرى أن تأمر
بجمع القرآن قلت لعمر : كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال عمر : هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك
،ورأيت في ذلك الذي رأى عمر . قال زيد : قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا
نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن
فاجمعه ، فو الله لو كلفوني نقل جبل ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع
القرآن . قلت : كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال هو والله خير ، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح اللهُ صدري للذي شرح
له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف
وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع
أحد غيره { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ
مَا عَنِتُّمْ } التوبة آية 128 حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر
حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما .
المرحلة الثالثة : جمعه في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :
لما وصل جيش المسلمين إلى أرمينية و أذربيجان كان الجنود في هذا الجيش من
أهل العراق ومن أهل الشام وقد تلقى أهل كل بلد القرآن على وجه غير الوجه
الذي تلقاه الآخر فكانوا إذا ضمهم مجلس أو موطن يقرأون فيه القرآن ينكر
بعضهم على الآخر تلاوته ، واستفحل الداء حتى كَفَّرَ بعضهم بعضاً وكادت
تكون فتنة وكان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في هذا الجيش فأفزعه اختلافهم
وذهب إلى عثمان رضي الله عنه يخبره بذلك ، وكان عثمان قد بلغه أن هذا
الاختلاف يقع بين الغلمان في المدينة فخطب فقال : " أنتم عندي تختلفون فمن
نأى عني من الأمصار أشد اختلافاً " .
فاستشار عثمان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين فاتفقوا على أن ينسخوا الصحف التي جمعها أبو بكر
ويجمعوا الناس عليها وأن يؤمر الناس بإحراق ما عداها وألا يعتمدوا غيرها .
فأرسل عثمان إلى أم المؤمنين حفصة فأرسلت إليه الصحف وكان ذلك أواخر سنة 24 ه وأوائل سنة 25 هـ واختار عثمان لهذا العمل أربعة هم :
1 زيد بن مثبت .
2 عبدالله بن الزبير .
3 سعيد بن العاص .
4 عبدالرحمن بن الحارث بن هشام وهؤلاء الثلاثة من قريش .
فأمرهم أن ينسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للقرشيين : " إذا اختلفتم أنتم وزيد بن مثبت في شيء
من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم " ، ففعلوا حتى إذا
نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف
مما نسخوا وأمر بإحراق المصاحف الأخرى فاستجاب له الصحابة رضي الله عنهم
فحرقوا مصاحفهم .
وبهذا قطع عثمان رضي الله عنه دابر الفتنة وجمع كلمة الأمة ووحد الصفوف .
مزايا الجمع في عهد عثمان رضي الله عنه :
1ـ الاقتصار على ما ثبت بالتواتر .
2ـ إهمال ما نسخت تلاوته في العرضة الأخيرة .
3 ـ ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن .
4ـ الاقتصار على حرف واحد من الأحرف السبعة

ثالثاً:جمع القرآن بمعنى تسجيله :

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
جمعه بمعنى تسجيله : ويسمى هذا الجمع بالمصحف المرتل أوالجمع الصوتي ..
ومعنى المصحف : هو مجموعة صحائف القرآن مرتبة الآيات والسور على الوجه الذي تلقته الأمة
الإسلامية من النبي صلى اله عليه وسلم .
والفرق بين المصحف والقرآن أن المصحف اسم لمجموعة الصحائف المدون فيها القرآن ، أما القرآن
فهو الألفاظ ذاتها .
ومعنى المرتل : مأخوذ من رتل الثغر : إذا استوى نباته ، وحسن تنضيده ، وكان مفلجاً .
واصطلاحاً : القراءة بتوءدة واطمئنان وإخراج كل حرف من مخرجه مع إعطائه حقه ومستحقه مع
تدبر المعاني ، وقيل هو رعاية مخارج الحروف ، وحفظ الوقوف .

الجمع الصوتي للقرآن الكريم :
المراد به : المصحف المرتل وهو التسجيل المسموع للقرآن الكريم .
أدواته : أجهزة التسجيل الحديثة وأشرطته واسطواناته ونحوها .
بواعث التفكير في الجمع الصوتي للقرآن الكريم كثيرة منها :
1 ـ اقتضاء المحافظة على القرآن الكريم وذلك عن طريق :
أ/ تحقيق التلقي الشفهي الذي لا محيص عنه لطالب القرآن والذي بغيره لا يؤمن التصحيف .
ب / المحافظة على القراءات التي نزل بها القرآن وأجمع عليها المسلمون وثبت تواترها .
جـ/ المنع من القراءة بالشواذ التي تعلق بها أفراد من القراء .
2 ـ الحاجة الماسة إلى تيسير تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه.
أ/ لأن المصاحف المرتلة نماذج صوتية ممتازة للترتيل الصحيح .
ب/ لأنها تيسر القرآن للحفظ والتعليم خاصة في البلدان التي تفتقد المعلم الضابط .
جـ/ لأنها طِبُّ اختلاف الرسم العثماني عن الرسم الإملائي المعروف .
3 ـ ضرورة الذود عن القرآن الكريم ضد الطاعنين عليه وإزالة كل عقبة توضع
أمام وحدة اتباعه أو أمام نشره وتوزيعه بين المسلمين ، وذلك بأن يبث في
الإذاعات ونحوها .
4 ـ معاضدة المصحف العثماني الذي أجمع المسلمون عليه.
5ـ درء أي تحريف عن القرآن الكريم.
6 ـ نشر لغة القرآن الكريم وتوطيد الوحدة بين المسلمين.

تاريخ المصحف المرتل :
في مساء 14 / رمضان / 1378 ه في القاهرة ، تمت الموافقة عليه ووضعت له الشروط والمواصفات .
بدء الطباعة :
لاقى المشروع في بدايته عقبات كثيرة مادية وعلمية وغيرها ، وقد تجاوز بحمد الله كل هذا ، وبدأ الطبع
لأول مرة سنة 1379 ه في ذي القعدة ، وانتهت الطبعة الأولى في المحرم من عام 1381 ه ، وذلك
بقراءة الشيخ محمود خليل الحصري برواية حفص عن عاصم .

ولم يكن التسجيل شيئاً هيناً فمع امتياز القارىء وكونه قد أصبح آنئذ شيخ المقارىء المصرية فقد كانت
اللجنة تستوقفه كثيراً ليعيد التسجيل على النحو النموذجي المطلوب .
ومن أبرز القراء :
1ـ محمود خليل الحصري ويقرأ برواية حفص بن عاصم .
2ـ مصطفى الملواني ويقرأ برواية خلف عن حمزة .
3ـ عبد الفتاح القاضي . ويقرأ برواية ابن وردان عن أبي جعفر .
4ـ فؤاد العروسي ، ومحمد صديق المنشاوي ، وكامل يوسف البهتيمي . برواية الدوري عن أبي عمرو .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ولنا لقاء قريب ودرس جديد بإذن الله
غايتي رضى ربي


الدرس الخامس

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

آيات وسورالقرآن

الآية لغة : تطلق على معان عديدة منها :
1- المعجزةُ : ومنه قوله تعالى : { سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ } البقرة : آية 211 .
2- العبرة : ومنه قوله تعالى : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} البقرة : آية 248 .
3- العلامة : ومنه قوله تعالى : {وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ
مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}
البقرة : آية 248 .
-4 البرهان والدليل : ومنه قوله تعالى :{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } الروم : آية 22 .
وأما معنى الآية في الاصطلاح : فهو جملة من كلمات القرآن مندرجة في سورة من سور القرآن .
وللعلماء في معرفة الآية من حيث بدايتها ونهايتها قولان :
الأول : إن معرفة بداية الآية ونهايتها سماعي لا مجال للاجتهاد والقياس فيه ولهم أدلة منها :
1ـ إن العلماء اتفقوا على أن { المص } آية ولم يعدوا {المرَ }آية ، وعدوا {
يس }ولم يعدوا { طس } آية ولوكان بالقياس والرأي لم يفرقوا بينهما .
2ـ هناك أحاديث عن الرسول صلى اله عليه وسلم حدد فيها بعض الآيات كقوله صلى
اله عليه وسلم عن الفاتحة : "هي السبع المثاني " وقوله صلى الله عليه وسلم
" من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " وغير ذلك فلولا أنه
صلى الله عليه وسلم حدد بداية الآيات ونهايتها ماعرفنا أن الفاتحة سبع
آيات مثلاً ولا عرفنا آخر آيتين في البقرة ونحو ذلك .
الثاني : قيل إن معرفة بداية الآيات ونهاياتها منه ماهو سماعي ومنه ماهو قياسي .

أطلاقات الآية:
تطلق الآية ويراد بها مجازاً :
1ـ بعض الآية كقول ابن عباس رضي الله عنه : " أرجى آية في القرآن {وَإِنَّ
رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} الرعد : آية 6
.فإنها بعض آية باتفاق .
2ـ وتطلق الآية على ماهو أكثر من الآية كقول ابن مسعود رضي الله عنه : "
أحكم آية {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8} } الزلزلة : آيتا 7 ، 8
.فإنهما آيتان باتفاق .
عدد آيات القرآن

اختلف العلماء في عدد آيات القرآن فقيل 6217 وقيل 6220 وقيل 6226 وقيل 6336 وقيل غير ذلك .
و الاختلاف وقع في بداية الآية ونهايتها فمنهم من يعد بعض الكلمات آية ومنهم من يعدها بعض آية .

أطول آية وأقصر آية

أما أطول آية فهي آية الدَّيْن في سورة البقرة ، وأقصر آية هي فقد اختلف
فيه فمنهم من قال على اعتبار الكلمة فهي { {مُدْهَامَّتَانِ }الرحمن64
ومنهم من قال باعتبار الحروف فقال بعضهم يس، وقال بعضهم طه وقال آخرون قاف
في صدر السور.

من فوائد معرفة الآيات
1ـ العلم أن كل ثلاث آيات قصار معجزة لأن الله تحدى بالإتيان بسورة من مثله
وأقصر سورة ثلاث آيات فدل على أن كل ثلاث آيات قصار يثبت بها الإعجاز وفي
قوتها الآية الواحدة الطويلة .
2ـ حسن الوقف على رؤوس الآية عند من يرى أن الوقف عند ذلك سنة .
3 ـ اعتبار الآيات في أحكام العبادات كالصلاة وخطبة الجمعة .

ترتيب الآيات

أجمعت الأمة على أن ترتيب الآيات توقيفي عن رسول اللّه صلى اله عليه وسلم
عن جبريل عليه السلام عن ربه سبحانه وتعالى ، فليس لأحد من الصحابة ، ولا
الخلفاء الراشدين ولا لغيرهم تصرف في ترتيب شيء من الآيات .

[fot1]السورة في القرآن[/fot1]

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
معنى السورة لغة : المنزلة ، والشرف ، والعلامة ، وغير ذلك .
وفي الاصطلاح : طائفة مستقلة من آيات القرآن الكريم ذات مطلع ومقطع .
و معرفة بداية السورة ونهايتها سماعي لا مجال للاجتهاد فيه .
أما مصدر أسماء السور : فاختلف فيه:
1 ـ فقيل إنها توقيفية .
2ـ وقيل إنها اجتهادية .
والراجح أنها توقيفية ، قال السيوطي رحمه الله: " وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار " .
أقسام السور
أولاً: من حيث تعدد الاسم وعدمه إلى ثلاثة أقسام :
- الأول : ماله اسم واحد ، كالنساء ، والأعراف ، والأنعام ، وغير ذلك .
- الثاني : ماله أكثر من اسم ، كالفاتحة ، فإنها تسمى أم الكتاب ، والسبع المثاني ، وأم القرآن ،والشافية ، والكافية ، وغير ذلك
وكالتوبة ، فإنها تسمى براءة ، والفاضحة ، والبحوث ، والمبعثرة ،والمشقشقة وغير ذلك .
- الثالث : أن تسمى عدة سور باسم واحد نحو الزهراوين " للبقرة وآل عمران "، و المعوذتين "للفلق
والناس" ، و الحواميم " للسور المبدوءة بـ{حم } .
ثانياً :من حيث عدد سور القرآن الكريم :
هي 114 سورة ، وقيل إنها 113 سورة باعتبار الأنفال وبراءة سورة واحدة .

ثالثاً: من حيث الطول وعدمه وتنقسم إلى أربعة أقسام :
- الأول : الطوال : وهي سبع ، البقرة ، آل عمران ، النساء ، المائدة ، الأنعام ، الأعراف ، واختلف في
السابعة فقيل ، الأنفال والتوبة معاً وقيل يونس .
- الثاني : المئون : وهي السور التي تزيد آياتها على مئه آية أو تقاربها .
-الثالث : المثاني : وهي التي تلي المئين في عدد الآيات .
- الرابع : المفصل : وهو آواخر القرآن واختلف في بدايته فقيل من سورة ق ، وقيل من الحجرات
وينقسم المفصل إلى ثلاثة أقسام :
-1 طوال المفصل من ق أو الحجرات إلى النبأ أو البروج .
-2 أوساط المفصل من النبأ أو البروج إلى الضحى أو البينة .
-3 قصار المفصل من الضحى أو البينة إلى آخر القرآن .
رابعاً: من حيث ترتيب السور :
اختلف العلماء في ترتيب السور إلى ثلاثة أقوال :
- الأول : أن ترتيب السور توقيفي ، فلم توضع سورة في موضعها من المصحف إلاَّ بناء على أمر من
النبي صلى اله عليه وسلم أو رمزه أو إشارته على حسب ما فهموه من تلاوته صلى اله عليه وسلم .
-الثاني : أن ترتيب السور اجتهادي من الصحابة .
- الثالث : أن ترتيب أكثر سور القرآن كان توقيفياً ، والقليل كان ترتيبه باجتهاد الصحابة .
وليس هناك أثر يذكر في الاختلاف في ترتيب السور مادام الصحابة رضي الله
عنهم أجمعوا على الترتيب الموجود في المصاحف الآن ، وترتيب السور في
التلاوة مندوب وليس بواجب إلا عند الصبيان فالأفضل البدء من آخر المصحف إلى
أوله تسهيلاً لحفظه .

الحكمة من تسوير القرآن

لتقسيم القرآن إلى سور فوائد كثير منها :
-1 الدلالة على موضوع الحديث ومحور الكلام ، وذلك أن لكل سورة موضوعاً تتحدث عنه .
-2 أن القارىء وكذا الحافظ إذا أتم سورة كان أنشط له وأبعث لتلاوة أو حفظ السورة التي تليها وهكذا
حتى يأخذ حظه من القرآن .
تجزئة المصحف :
لم تكن المصاحف العثمانية مقسمة إلى أجزاء وإنما تم التقسيم بعد ذلك فقسموا القرآن الكريم إلى ثلاثين
جزءاً سموا كل جزء بأول كلمة فيه ، وقسموا الجزء إلى حزبين ، فالقرآن ستون حزباً وقسموا الحزب إلى أربعة أقسام سموا كل قسم ربعاً .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


وإلى درس جديد بإذن الله تعالى
غايتي رضى ربي

الدرس السادس

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الوحي

الوحي في الأصل:الخفاء والسرعة .
ومعناه :الإعلام الخفي السريع الخاص بمن يوجه إليه بحيث يخفى على غيره .
وطرقه :
أ/ الكلام على سبيل الرمز والتعريض .
ب / الصوت المجرد عن التركيب .
جـ/ الإشارة ببعض الجوارح .
د/ الكتابة .
وله بالمعنى اللغوي أنواع :
1- إلهام الخواطر : بما يلقيه الله في ورع الإنسان السليم الفطرة الطاهر والروح كالوحي إلى أم موسى.
قال تعالى : {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا
خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي
إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} القصص : آية
7.
2- الإلهام الغريزي : كالوحي إلى النحل ، قال تعالى :{ وَأَوْحَى رَبُّكَ
إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ
وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} النحل : آية 68 .
3- الإشارة السريعة على سبيل الرمز والإيحاء : كإيحاء زكريا عليه السلام
إلى قومه قال تعالى :{ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ
فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً}مريم : آية 11 .
4ـ وسوسة الشياطين : قال تعالى :{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ } الأنعام : آية 121 .
-5 وما يلقيه الله إلى ملائكته من أمر ليفعلوه : قال تعالى :{ إِذْ يُوحِي
رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ
آمَنُواْ }الأنفال : آية 12
الوحي شرعاً :هو إعلام الله لأحد أنبيائه بحكم شرعي ونحوه
وله على هذا المعنى أنواع :
1ـ مايكون مكالمة بين العبد وربه قال تعالى :{ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}النساء : آية 164 .
2ـ مايكون إلهاماً يقذفه الله في قلب نبيه على وجه من العلم الضروري لا
يستطيع له دفعاً ولا يجد فيه شكاً ومنه قول الرسول صلى اله عليه وسلم : "
إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا
الله وأجملوا في الطلب " .
3ـ ما يكون مناماً ومنه قول إبراهيم : { يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ }الصافات : آية 102 .
ومنه حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : " أول ما بدأ به رسول
الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى
رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح " .
4ـ ما يكون بواسطة جبريل عليه السلام : وهذا النوع هو أشهرها وأكثرها ،
ووحي القرآن كله من هذا القبيل وهو المصطلح عليه بالوحي الجلي .
كيفية وحي جبريل عليه السلام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم :
لنزول الوحي على الرسول صلى اله عليه وسلم ثلاث حالات :
الحالة الأولى : أن يتمثل جبريل على صورة إنسان يراه الحاضرون ويسمعون كلامه .
الحالة الثانية : أن يأتي جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم مثل صلصلة الجرس
، ولا يراه أحد ويغط الرسول صلى الله عليه وسلم مثل غطيط النائم وما هو
بنائم وهذه الحالة أشد على النبي صلى الله عليه وسلم من الحالة الأولى .
والدليل على هاتين الحالتين :
حديث عائشة رضي الله عنهما أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال : "يارسول الله كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس ، وهو أشدّهُ
عَليَّ ، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال ، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً
فيكلمني فأعي مايقول "قالت عائشة رضي الله عنها :ولقد رأيته ينزل عليه
الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً ".
رواه البخاري.
حاله ثالثة :وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان يراه بصورته الحقيقية والدليل على ذلك قوله تعالى :
{ وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤)} النجم


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


[fot1]أسباب النزول [/fot1]

- القسم الأول : نزل من الله ابتداء غير مرتبط بسبب خاص وهو أكثر القرآن .
- القسم الثاني : آيات نزلت مرتبطة بأسباب خاصة .
وقد اعتنى العلماء بالنوع الثاني فجمعوها وذكروا سبب نزول كل آية منها ومن المؤلفات في ذلك :
-1( أسباب النزول) تأليف عليّ الواحدي النيسابوري .
-2 (لباب النقول في أسباب النزول) للسيوطي .
تعريف سبب النزول :هو ما نزل القرآن بشأنه وقت وقوعه .
وينقسم إلى قسمين :
-1 إما أن يكون حادثة ..ومثاله : الخصومة التي دبت بين جماعة من الأوس
وجماعة من الخزرج بعد أن سعى اليهود للدس بينهم حتى تنادوا السلاح فنزل
قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً
مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
كَافِرِينَ} آل عمران 100 .
2- وإما أن يكون سؤالاً ومثاله : وهو أن يوجه سؤال إلى الرسول صلى الله
عليه وسلم فينزل القرآن جواباً للسؤال فيكون السؤال سبب نزول الآية ،
وأمثلته كثيرة مثل :
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي }الإسراء آية 85 .
ومثل : {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ }الكهف آية 83 .

طريق معرفة سبب النزول :
لا طريق لمعرفة سبب النزول إلا النقل الصحيح لأنه لا مجال للاجتهاد في معرفة سبب النزول .
من فوائد معرفة سبب النزول :
-1 الاستعانة به على فهم الآية . قال ابن تيمية رحمة الله تعالى " معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية " .
-2 معرفة حكمة التشريع وإدراك أسراره ورحمة الله بعباده المؤمنين .
-3 تيسير الحفظ وتسهيل الفهم وتثبيت معنى الآية في ذهن كل من يعرف سبب
نزولها ولهذا نتذكر كثيراً سبب النزول إذا قرأنا الآية ، ونستحضر الآية إذا
تذكرنا سبب نزولها .


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
غايتي رضى ربي


الدرس السابع

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المكي والمدني

اعتنى علماء المسلمين عناية كبيرة بدراسة القرآن الكريم وما يتعلق بزمن
نزوله وأماكن النزول ونحو ذلك ، فما من آية إلا وعرف الصحابة رضي الله عنهم
أين نزلت ، ومتى نزلت وفيم نزلت ، ولا شك أن هذا يحتاج إلى جهد كبير بذله
العلماء حتى عرفوا : ما نزل بمكة وما نزل بالمدينة وماحمل من مكة إلى
المدينة . وما حمل من المدينة إلى مكة ، وما نزل ليلاً ، وما نزل نهاراً،
وما نزل صيفاً ، وما نزل شتاءً ، وما نزل في الحضر وما نزل في السفر ، وغير
ذلك من الأنواع التي درسها العلماء في مبحث المكي والمدني .

وللعلماء في العلم بالمكي والمدني طريقان :
-الأول :السماعي النقلي : ويستند إلى الرواية الصحيحة عن الصحابة أو التابعين في تحديد السورة أو الآية المكية أو المدنية .
- الثاني: القياسي الاجتهادي : ويستند إلى قياس ما لم يرد بدليل على أنه
مكي أو مدني على ما ورد فيه دليل فإن أشبه الآيات المكية فهو مكي ، وإن
أشبه الآيات المدنية فهو مدني .
للعلماء في تعريف المكي والمدني ثلاثة اصطلاحات :

- الأول : أن المكي ما نزل بمكة ، والمدني ما نزل بالمدينة .
ويرد على هذا القول بأن هناك آيات نزلت في غير مكة والمدينة فهذا التعريف لا يشملها فهو غير حاصر.
- الثاني : ما كان فيه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}فهو مدني لأن
الإيمان كان غالباً على أهل المدينة وما فيه { يَا أَيُّهَا النَّاسُ }فهو
مكي لأن الكفر كان غالباً على أهل مكة .
وهذا التعريف غير حاصر أيضاً لأن أكثر آيات القرآن بل كثير من السور ليس فيها { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا }
ولا { يَا أَيُّهَا النَّاسُ }.
- الثالث: ما نزل قبل الهجرة فهو مكي ، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني ، وإن نزل في مكة .
وهذا التعريف جعل الزمن حداً فاصلاً بين المكي والمدني ، فهو ضابط وحاصر ولا يخرج عنه
شيء من الآيات كلها ،فهي إما أن تكون نزلت قبل الهجرة أو أن تكون نزلت بعد الهجرة ، وهذا
هو التعريف الأكثر صحة .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

[fot1]ضوابط ومميزات السور المكية والمدنية :[/fot1]

نظر العلماء في السور المكية والسور المدنية فوجدوا أن لموضوعات السور
المكية مميزات وأن لموضوعات السور المدنية مميزات ، ثم نظروا مرة أخرى
فوجدوا أن لكلمات السور المكية ضوابط ولكلمات السور المدنية أيضاً ضوابط
وبيان ذلك :
ضوابط السور المكية :
-1 كل سورة فيها لفظ {كَلَّا } فهي مكية .
-2 كل سورة تفتتح بحروف التهجي نحو{ الم } { حم } وغير ذلك فهي مكية إلا البقرة وآل عمران وفي الرعد خلاف.
-3 كل سورة فيها سجدة تلاوة فهي مكية .
-4 كل سورة فيها { يَا أَيُّهَا النَّاسُ }. وليس فيها { يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا} فهي مكية إلا سورة الحج ، فهي مكية مع أن في آخرها
أيضاً { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا}.
ـ5 السور ذات الآيات القصيرة مع قوة في الكلمات مما يناسب الجدال مع المشركين وإثبات الأدلة والبراهين سور مكيّة .
ضوابط السور المدنية :
ـ1 كل سورة فيها لفظ النفاق فهي مدنية سوى سورة العنكبوت .
-2 كل سورة فيها ذكر لفريضة أو حد .
-3 طول الآية والإطناب في الحديث مما يناسب بسط أحكام الشريعة وتوضيحها


مميزات السور المكية :
-1 العناية بمسائل العقيدة والدعوة إلى التوحيد والإيمان بالله وبرسوله واليوم الآخر . ومجادلة المشركين
في ذلك وإيراد الأدلة والبراهين والتحذير من الشرك وأعمال المشركين .
-2 وضع الأسس العامة للتشريع والأمر بأصول العبادات .
-3 الاستشهاد كثيراً بقصص الأنبياء والسابقين لتقرير مسائل العقيدة وتحذير المشركين من مخالفة
الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان ما جرى للمخالفين من الأمم السابقة .
مميزات السور المدنية :
-1 تفصيل أحكام العبادات والمعاملات والحدود ونحو ذلك .
-2 جدال أهل الكتاب وإثبات تحريف كتبهم ودعوتهم إلى الإسلام .
-3 كشف أحوال المنافقين وهتك أستارهم وتحذير المسلمين منهم ومن أفعالهم .
عدد السور المدنية :
المدني باتفاق عشرون سورة هي :
1- البقرة 2- آل عمران 3- النساء 4- المائدة
5 - الأنفال 6- التوبة 7- النور 8- الأحزاب
9 - محمد 10 - الفتح 11 - الحجرات 12 - الحديد
13 - المجادلة 14 - الحشر 15 - الممتحنة 16 - الجمعة
17 - المنافقون 18 - الطلاق 19 - التحريم 20 - النصر
واختلف العلماء في اثنتي عشرة سورة هي :
-1 الفاتحة 2- الرعد 3- الرحمن 4- الصف
-5 التغابن 6- التطفيف 7- القدر 8- البينة
-9 الزلزلة 10 - الإخلاص 11 - الفلق 12 - الناس
السور المكية :
ماعدا ذلك من السور فهو مكي بإتفاق ، وهي اثنتان وثمانون سورة .
ومن فوائد معرفة المكي والمدني :
-1 تمييز الناسخ من المنسوخ فالمتأخر ناسخ للمتقدم .
-2 معرفة تاريخ التشريع وتدرجه الحكيم في تربية الأمة والنهوض بها من درك الجاهلية إلى عزة
الإسلام ورفعته .
-3 تيسير تفسير الآية فإن معرفة مكان النزول يعين على فهم معنى الآية .


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
غايتي رضى ربي


الدرس الثامن
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المحكم والمتشابه

الأصل في المحكم والمتشابه قوله تعالى :{ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ
مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا
يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} آل عمران آية 7 .
فقد دلت هذه الآية على أن بعض القرآن محكم وبعضه متشابه وقد اختلف العلماء في بيان المحكم
والمتشابه كما سيأتي ، وقد وصف القرآن بأنه محكم كله في قوله تعالى :{ الَر
كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ
خَبِيرٍ}هود آية 1 .
كما وصف بأنه متشابه في قوله تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ
كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ
يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى
ذِكْرِ اللَّهِ} الزمر آية 23 .
والمراد بإحكامه : إتقانه وعدم تطرق النقص والاختلاف إليه ، وبتشابهه كونه يشبه بعضه بعضاً في الحق والصدق والإعجاز .

والمحكم في اللغة : اسم مفعول من أحكم ، والإحكام يستعمل في عدة معان ترجع إلى المنع .
يقال أحكم الأمر : أي أتقنه ومنعه من الفساد وأحكم الفرس ، جعل له حكمة ، وهي الحديدة التي تحيط بحنكي الفرس وتمنعه من الاضطراب .
والمتشابه في اللغة : هو ما يدل على المشاركة والمماثلة أو هو كون الشيئين
بحيث يعجز الذهن عن التمييز بينهما ، ويقال لكل ما لا يهتدي إليه الإنسان
متشابه .

وأما المحكم والمتشابه في الاصطلاح فقد اختلف العلماء فيهما اختلافاً كثيراً على أقوال أهمها :
1- المحكم : هو الواضح المعنى ، الظاهر الدلالة باعتبار نفسه أو باعتبار غيره .
والمتشابه : هو الذي لم يتضح معناه ، ولم تظهر دلالته على المعنى المراد لله لا باعتبار نفسه ولا باعتبار غيره .
ويدخل في ذلك كل ما استأثر الله بعلمه ، كوقت قيام الساعة ، وخروج الدابة ، وظهور المسيح الدجال ،
ونزول المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام ، وعلم حقيقة الروح ، والمراد من
الأحرف المقطعة ، وعلم الغيب ، وغير ذلك مما استأثر الله تعالى بعلمه.

2- المحكم ما لا يحتمل إلا وجهاً واحداً .
والمتشابه : ما يحتمل وجوهاً ، فإذا ردت إلى وجه واحد وأبطل الباقي صار المتشابه محكماً .

3- المحكم : ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان .
والمتشابه : ما لا يستقل بنفسه ، ويحتاج إلى بيان .
وخلاف العلماء في بيان حقيقة المحكم والمتشابه مبني على خلاف آخر بينهم في الوقف والابتداء في آيه
آل عمران ، وبيان هل استأثر ا تعالى بعلم المتشابه ؟ أم أن للعقل البشري
مجالاً في إدراكه وفهمه ، وبيان المراد منه لله تعالى ، فهو من الحكمة التي
يمنحها الله لمن يشاء من عباده وهم الراسخون في العلم .
فريق من العلماء : يرى أن قوله تعالى { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ
اللّهُ } هنا وقف تام ، وما بعدها استئناف من مبتدأ و خبر ، والواو واو
الاستئناف { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }
ومعنى ذلك أن الراسخين في العلم يقولون آمنا بالمتشابه و فوضنا علم حقيقة
المراد منه لله تعالى ، وكل من المحكم والمتشابه من عند ربنا .

وفريق أخر يقول : أن الواو واو العطف ،{ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }يعلمون تأويل المتشابه كما يعلمه
الله عز وجل ، والوقف على { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }وجملة يقولون حال من الراسخين أو خبر لمبتدأ
محذوف ، أي هم يقولون ، وعلى ذلك فالمتشابه لا يعلم تأويله أحد إلا الله والراسخون في العلم ،
والراسخون في العلم هم الذين رسخت أقدامهم في العلم هم الذين رسخت أقدامهم في فهم المعلومات .

والقول الأول هو قول الأكثرين من الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن بعدهم من أهل السنة ، وهو
أصح الروايات عن ابن عباس وقد استدلوا على صحة قولهم بأدلة كثيرة منها :
ـ1 ما روي عن ابن عباس أنه كان يقرأ :{ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ
اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} آل عمران
آية 7 .
فهذا يدل على أن الواو للاستئناف لأن هذه الرواية وإن لم تثبت بها القراءة فأقل درجتها أن تكون خبراً
بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن ، فيقدم كلامه في ذلك على غيره ، أخرجه الحاكم في مستدركه
وعبد الرزاق في تفسيره وقد حكى الفرآء أن في قراءة أبي بن كعب أيضاً " ويقول الراسخون " .
-2 ما روي من قراءة ابن مسعود " إن تأويله إلا


عدل سابقا من قبل memogo في 22nd مارس 2012, 17:56 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
memogo
مشرف الأقسام الدينية و قسم الصور العام
مشرف الأقسام الدينية و قسم الصور العام
memogo

الدولة : مصر
الجنس : ذكر
مزاجى مزاجى : دروس من علوم القرآن  110
عدد المساهمات : 21090
نقاط النشاط : 41264
تاريخ التسجيل : 14/01/2010
دروس من علوم القرآن  1512_md_13266717781

دروس من علوم القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس من علوم القرآن    دروس من علوم القرآن  I_icon_minitime22nd مارس 2012, 17:47


الدرس الثالث عشر
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المطلق والمقيد


المطلق : هو ما دل على الحقيقة بلا قيد ، فالمطلق يتناول واحداً لابعينه من الحقيقة ، وذلك مثل
لفظ ، رقبة في قوله تعالى : {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} المجادلة آية 3 .
فهو يتناول عتق إنسان مملوك وهو شائع في جنس العبيد مؤمنهم وكافرهم على السواء .

والمقيد : هو مادل على الحقيقة بقيد ، وذلك مثل الرقبة المقيدة بالإيمان في
قوله تعالى :{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ} النساء آية 92 .

قال العلماء : متى وجد دليل على تقييد المطلق صار الأمر إليه ، وإذا لم يوجد فيبقى المطلق على إطلاقه
والمقيد على تقييده ، لأن الله تعالى خاطبنا بلغة العرب .

والضابط : أن الله إذا حكم في شيء بصفة أو شرط ، ثم ورد حكم آخر مطلقاً
نُظِرَ فإن لم يكن له أصل يرد إليه إلا ذلك الحكم المقيد وجب تقييده به ،
وإن كان له أصل غيره لم يكن رده إلى أحدهما بأولى
من الآخر .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

[fot1]أمثلة المطلق الذي يحمل على المقيد :[/fot1]


ـ1 مثل اشتراط العدالة في الشهود على الرجعة والفراق والوصية في قوله تعالى :{ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ } الطلاق آية 2 .
وقوله تعالى : {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ
إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا
عَدْلٍ مِّنكُمْ} المائدة آية 106 .
وقد أطلق الشهادة في البيوع وغيرها ، في قولة تعالى : { وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ } البقرة آية 282 .
وقوله تعالى : {فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ } النساء آية 6 .
فهنا يجب حمل المطلق على المقيد باشتراط العدالة في الجميع .

-2 ومنه أيضاً تقييد ميراث الزوجين بقوله تعالى :{مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ } النساء آية 12 .
وإطلاق الميراث فيما أطلق فيه كآية الكلالة التي في آخر سورة النساء فيجب
حمل المطلق على المقيد بأن تكون المواريث كلها بعد الوصية والدَّين .

-3 ومنه أيضاً تقييد الأيدي إلى المرافق في الوضوء ، وإطلاقه في التيمم ، فيحمل المطلق على المقيد عند الشافعية .

-4 ومنه ما اشترط في كفارة القتل من تحرير رقبة مؤمنة وأطلقها في كفارة
الظهار واليمين فيحمل المطلق على المقيد بأن تكون الرقبة مؤمنة .

-5 ومنه كذلك تقييد إحباط عمل المرتد بالموت على الكفر في قوله تعالى :{
وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ
فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } البقرة آية 217 .
وأطلق في قوله تعالى {وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} المائدة آية 5 .فيحمل المطلق على المقيد .

-6 ومن ذلك أيضاً تحريم الدم المسفوح في قوله تعالى :{ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً} الأنعام آية 145 .
وأطلق فيما عداها كقوله : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ } المائدة آية 3 .فحمل المطلق على المقيد.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
غايتي رضى ربي



الدرس الرابع عشر

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
المنطوق والمفهوم

المنطوق : هو مادل عليه اللفظ في محل النطق .
وله أقسام منها : النص ، الظاهر ، المؤول .
-1 فالنص : هو ما يفيد بنفسه معنى صريحاً لا يحتمل غيره ، مثل قوله تعالى
:{ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ
تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ }البقرة آية 196 .
فوصفُ العشرة بكاملة ، قطع احتمال العشرة لما دونها مجازاً ، وهذا هو الغرض من النص .
2- والظاهر : هو ما سبق إلى الفهم منه عند الإطلاق معنى مع احتمال غيره احتمالاً مرجوحاً .
كقوله تعالى : {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ } البقرة آية 173 .
فإن الباغي يطلق على الظالم وعلى الجاهل ، ولكن إطلاقه على الظالم أظهر فهو إطلاق راجح وإطلاقه على
الجاهل مرجوح .
-3 والمؤول : هو ما حمل لفظه على المعنى المرجوح لدليل يمنع من إرادة
المعنى الراجح ، كقوله تعالى { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ
الرَّحْمَةِ } الإسراء آية 24 .
فنحمل { جَنَاحَ الذُّلِّ} على الخضوع والتواضع وحسن معاملة الوالدين - لاستحالة أن يكون للإنسان أجنحة .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

والمفهوم : هو ما دل عليه اللفظ لا في محل النطق .
وهو قسمان : مفهوم موافقة ، ومفهوم مخالفة .
1- مفهوم الموافقة : وهو ما يوافق حكمه حكم المنطوق . وهو نوعان :
أ/ فحوى الخطاب .
ب/لحن الخطاب .
أولاً: فحوى الخطاب : هو ما كان المفهوم فيه أولى بالحكم من المنطوق كفهم تحريم الشتم والضرب من
قوله تعالى : { فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا} الإسراء آية 23 .
فمنطوق الآية تحريم التأفف فيكون تحريم الشتم والضرب من باب أولى لأنهما أشد .
ثانياً: لحن الخطاب : وهو ما يثبت الحكم فيه للمفهوم كثبوته للمنطوق على حد سواء ، كدلالة قوله تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً } النساء آية 10 .
على تحريم إحراق أموال اليتامى وإتلافها بأي نوع من أنواع التلف لأن هذا مساو للأكل في الإِتلاف .
2- مفهوم المخالفة : وهو ما يخالف حكمه حكم المنطوق .
وهو أربعة أنواع :
- النوع الأول : مفهوم شرط ، كقوله تعالى :{ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ } الطلاق آية 6 .
فمعناه أن غير الحوامل لايجب الإنفاق عليهن .
- النوع الثاني : مفهوم غاية ، كقوله تعالى :{فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ
تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ } البقرة آية
230 .
فمفهوم هذا أنها تحل للأول إذا نكحت غيره بشروط النكاح .
- النوع الثالث : مفهوم حصر . كقوله تعالى :{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الفاتحة آية 5 .
مفهومه أن غيره سبحانه لايعبد ولا يستعان به .
- النوع الرابع : مفهوم صفة ، والمراد بها الصفة المعنوية .
كالعدد في قوله تعالى :{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ }البقرة آية 197 .
مفهوم أن الإحرام بالحج لا يصح في غير أشهر الحج .
وكالحال في قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ
الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء
مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} المائدة آية 95 .
فهو يدل على انتفاء الحكم في المخطئ لأن تخصيص العمد بوجوب الجزاء به يدل على نفي وجوب الجزاء في قتل الصيد خطأ .
وكالمشتق في قوله تعالى : {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} الحجرات آية 6 .
فمفهوم التعبير بفاسق أن غير الفاسق لايجب التثبت في خبره ، ومعنى هذا أنه يجب قبول خبر الواحد
العدل .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

غايتي رضى ربي


الدرس الخامس عشر


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


القصص في القرآن الكريم

القص لغة:تتبع الأثر ، قال تعالى :{ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً}الكهف آية 64 .
أي يتتبعان أثرهما ، وقال سبحانه على لسان أم موسى عليهما السلام :
{وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ }القصص آية 11 ،أي تتبعي أثره .
وقصص القرآن : إخباره عن الأمم الماضية والأنبياء السابقين .

أنواع القصص في القرآن الكريم :
النوع الأول :
قصص الأنبياء عليهم السلام وماجرى لهم مع أقوامهم ، والمعجزات التي أيدهم
الله بها ، وماجرى لأممهم من عذاب أو عقاب ويشمل ذلك مايتبع قصة النبي كقصة
إبليس ، وقصة قابيل وهابيل ، التابعتين لقصة آدم عليه السلام ، وقصة فرعون
وقصة العجل ، وقصة البقرة ، وقصة الخضر ، وقصة قارون التابعة لقصة موسى
عليه السلام ونحو ذلك .
النوع الثاني :
قصص غير الأنبياء ، كقصة أهل الكهف ، والذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر
الموت ،وذي القرنين ، وطالوت وجالوت ، وأصحاب الفيل ونحو ذلك .

الحكمة من تكرار القصص في القرآن :
جاءت بعض القصص في القرآن الكريم مكررة في أكثر من موضع ولهذا حِكَمٌ كثيرة منها :
ـ1 الاهتمام بالقصة والجانب المكرر منها لأن التكرار من أساليب التأكيد .
-2 استيفاء جوانب من القصة لم تستوف في الموضع الآخر .
-3 قوة الإعجاز فتكرار القصة بأساليب مختلفة كلها في أعلى درجات البلاغة ويؤكد إعجاز القرآن
ويزيده قوة إلى قوته .

الفرق بين قصص القرآن وقصص غير القرآن :

يختلف عرض القصة في القرآن عن القصص الأخرى الأدبية في أمور منها :
-1 أن القرآن يتخير من جوانب القصة مافيه العظة والعبرة مُعِرضَاً عما لا فائدة في ذكره .
-2 أن القرآن لا يعني بالسرد التاريخي وترتيب الأحداث قدر عنايته بالهدف من إيرادها .
-3 أن القرآن يبرز الهدف عقب القصة ويأمر أولي الألباب بالتدبر والتفكر في أحداث القصة .

فوائد القصص في القرآن الكريم :
لإيراد القصة في القرآن الكريم فوائد كثيرة منها :
-1 أنها من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ودليل علي صدقه وصحة رسالته .
فهذه القصص من أخبار الغيب التي لم يطلع عليها الرسول صلى الله عليه وسلم
لأنه أُمي لم يقرأ كتب السابقين ولم يتلق ذلك عن أهل الكتاب، فدل على أنه
تلقى ذلك عن ربه ، قال تعالى { ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ
إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ
يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} آل عمران
آية 44 .
وقال{ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ
لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} يوسف آية 102 .

-2 بيان اتفاق الأنبياء في أصول الدعوة إلى الله تعالى وأن الرسول صلى الله
عليه وسلم إنما يدعو إلى ما دعا إليه الأنبياء من قبله قال تعالى :{ وَمَا
أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء آية 25 .

ـ3 تثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم وتجديد عزمه للمضي في الدعوة إلى
الله وأن ما جرى له قد جرى للأمم الماضية وأن عليه أن يصبر كما صبروا ، قال
تعالى :{وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا
نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ }هود آية 120 .

-4 أخذ العظة ، والعبرة من الأمم السابقة وماجره عليهم التكذيب بالحق من عذاب وهلاك ، فالسعيد
من اتعظ بغيره ، قال تعالى :{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ }يوسف آية 111 .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

غايتي رضى ربي


الدرس السادس عشر


الأمثال في القرآن الكريم


الأمثال : جمع مثل ، والمثل في الأصل المِثْل أي النظير .
والمثل في القرآن الكريم :هو تمثيل شيء بشيء في حكمه ، وتقريب المعقول من المحسوس .

وتنقسم الأمثال في القرآن الكريم إلى ثلاثة أنواع :
- النوع الأول :
أمثال مصرح فيها بذكر المثل أو ما يدل على التشبيه كقوله تعالى
:{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا
حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ
يُبْصِرُونَ}البقرة آية 17 .

- النوع الثاني :
الأمثال الكامنة التي لم يصرح فيها بذكر المثل ، بل هو كامن مطوي وهي تدل على معان بليغة بألفاظ
موجزة حتى صارت كالقول السائر بين الناس وهي آيات كثيرة يذكرون منها :
قوله تعالى :{وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}الفرقان آية 67 .
فهي تشبه قولهم : خير الأمور أوساطها .
وقوله تعالى :{ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ }يونس آية 39 .
فهي تشبه قولهم : من جهل شيئاً عاداه .
وقوله تعالى :{وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ }التوبة آية 74 .
فهو يشبه قولهم : اتق شر من أحسنت إليه وغير ذلك .

- النوع الثالث :
جمل من القرآن الكريم جرت مجرى الأمثال . كقوله تعالى :{ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} يوسف51
وقوله سبحان{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ } يس 78.
وقوله عز شأنه {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } سبأ 54
وكقوله عز وجل { مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ} التوبة 91
وكقوله سبحانه { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} البقرة 216
وغير ذلك .

واختلف العلماء في استعمال النوع الثالث كاستعمال الأمثال وضربها مثلاً في الأحداث فكرهه بعضهم
ورأى بعضهم أن لا حرج في ذلك إذا كان في مقام الجد واتفقوا على تحريمه في مقام الهزل والمزاح صيانة
لآيات القرآن الكريم عن الابتذال .

فوائد الأمثال في القرآن الكريم :

ـ1 تصوير المعنى المراد بصورة المحسوس لتقريبه إلى الذهن وفهم المراد كتمثيل الذى ينفق ماله رياء فلا
يكون له أي أجر بقوله : { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ
فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ
مِّمَّا كَسَبُوا} البقرة آية 264 .
-2 الترغيب فى فعل الخير وذلك بتشبيه عاقبة ذلك بما هو مجيب إلى النفس ومرغوب فيه كضرب المثل لمن
ينفق ماله فى سبيل الله بحبة أنبتت سبع سنابل ...
قال تعالى :{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ
اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ
مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ} البقرة آية 261 .
3 التنفير من المعاصي ، وذلك بتمثيل فعلها بما تنفر منه النفوس كتمثيل الغيبة بأكل لحم الميت ،
قال تعالى :{ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن
يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ }الحجرات آية 12 .
غايتي رضى ربي



الدرس الثامن عشر

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها
الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بحجمها الطبيعي

قواعد الرسم العثماني

الرسم في اللغة: الأثر أي: أثر الكتابة في اللفظ،وهو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها و الوقوف عليها.

وفي اصطلاح علماء الرسم : الوضع الذي ارتضاه عثمان رضي الله عنه في كتابة كلمات القرآن الكريم وحروفه.

وللرسم العثماني خمس قواعد :
-1 قاعدة الحذف .
-2 قاعدة الزيادة .
-3 قاعدة البدل .
-4 قاعدة الفصل والوصل .
-5 قاعدة الهمز .

أولاً : قاعدة الحذف:
وهي أن الألف وتحذف بعد ياء النداء نحو { يَأَيُّهَا النَّاسُ }وهاء التنبيه نحو { هأنتم } ولفظ
الجلالة الله ومن لفظ {الرَّحْمَنُ} و {سبحن } و { إسحق } و { هرون } وغير ذلك ويوضع
موضعها ألف صغيرة للدلالة عليها .
وتحذف الياء من كل منقوص منونٍ رفعاً أو جَرّاً نحو { غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ
عَادٍ }ومن بعض الكلمات نحو { أطيعون }{ اتقون } {خافون } { ارهبون }
{فأرسلون }إلا ما استثني .
وتحذف الواو إذا وقعت مع واوٍ أخرى نحو { لا يستون }{فأوا } وفي نحو { ويدع
الإنسان }. . . ) في الإسراء { سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }في العلق .
وتحذف اللام إذا أدغمت في مثلها نحو { اليل }{ الذي } إلا ما استثني .

ثانياً:قاعدة الزيادة :
وهي أن الألف تزاد بعد الواو في آخر كل اسم مجموع أو في حكم المجموع نحو { ملاقوا ربهم} { بنو إسرائيل }{ أولوا الألباب }
وبعد الهمزة المرسومة واواً نحو{ تالله تفتؤا }
وفي كلمات مثل { مائة }و { الظنون } و { الرسولا }و { السبيلا } في قوله
تعالى : {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} {وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا }
و{ فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا }وفي {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي
فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً } في الكهف وفي { لأذبحنه} في قوله {لَأُعَذِّبَنَّهُ
عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ
مُّبِينٍ }في النمل .وفي{ جاىء} في الزمر .
وتزاد الياء في كلمات نحو { نباءى } في سورة الأنعام وفي { تلقاءى} في يونس وفي{ بأييد } في الذاريات : وفي { وراءى } في الشورى .
وتزاد الواو في { سأوريكم }في الأنبياء وفي{ أولوا }
ولا تقرأ الألف الزائدة ولا الواو الزائدة ولا الياء الزائدة في كل ما سبق .

ثالثاً:قاعدة البدل :
وهي أن الألف تكتب واواً في مثل { الصلوة }و{ الزكوة}
وتكتب الألف ياءً إذا كان أصلها ياء نحو { يتوفكم } ونحو { ياحسرتى} ونحو { ياأسفى }
وترسم الألف ياء في هذه الكلمات { إلى ، على ، أنى ، متى ، بلى ، حتى ، لدى} ماعدا { لدا الباب } فإنها ترسم بالألف .
وتكتب نون التوكيد الخفيفة ألفا في كلمة { إذاً } .
وتكتب هاء التأنيث مفتوحة في كلمات نحو {رحمت } بالبقرة ، والأعراف وهود ، ومريم ، والروم ،
والزخرف ، وفي كلمة{ معصيت } في قد سمع وفي آيات نحو { إن شجرة الزقوم} و { قرت عين}
و { جنت نعيم} و {بقيت الله } وفي{ امرأت عمران } وفي { امرأت نوح } وغير ذلك .

رابعاً:قاعدة الفصل والوصل :
فكلمة { أنْ } بفتح الهمزة توصل بكلمة { لا } إذا وقعت بعدها إلا في مواضع وكلمة { من }توصل
بكلمة {ما } إذا وقعت بعدها إلا في ثلاثة مواضع فتفصل { مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم }في النساء والروم
و { مِن مَّا رَزَقْنَاكُم } في المنافقون . وتوصل كلمة { عن} بكلمة { ما}
إلا في قوله تعالى : {عَن مَّا نُهُواْ } فتفصل وتوصل كلمة { إنْ } بكسر
الهمزة بكلمة { ما } إذا وقعت بعدها إلا في قوله تعالى : {وَإِن مَّا
نُرِيَنَّكَ }فتفصل وتوصل كلمة { أنْ } بفتح الهمزة بكلمة { ما } مطلقاً
وكذا كلمة { كل } توصل بـ{ما } إلا في قوله سبحانه : {كُلَّ مَا رُدُّوَاْ
إِلَى الْفِتْنِةِ}وفي{ مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ }فتفصل
وتوصل كلمات {رُبَّما ، وكأنما ، ويكأن }ونحوها .

خامساً:قاعدة الهمز :
وهي أن الهمزة لا تخلو إما أن تكون ساكنة أو متحركة ، فإن كانت ساكنة تكتب بحرف حركة ما قبلها
فإن كان مكسوراً رسمت ياء نحو { إئذن } وإن كان مرفوعاً كتبت واواً نحو { أؤتمن } وإن كان
مفتوحاً كتبت ألفاً نحو { البأساء} إلا ما استثني .
وإن كانت الهمزة متحركة فلها ثلاث حالات :
*إن كانت أول الكلمة كتبت بالألف مطلقاً نحو { أيوب }{ أولو }{ إذا } إلا ما استثني .
*وإن كانت وسط الكلمة كتبت بحرف من جنس حركتها فإن كانت مفتوحة كتبت ألفاً نحو{ سأل }
وإن كانت مكسورة كتبت ياء نحو{ سُئِلَ } وإن كانت مرفوعة كتبت واواً ، نحو { تقرؤه } إلا ما استثني .
*وإن كانت آخر الكلمة كتبت بحرف من جنس حركة ما قبلها . . . فإن كان مفتوحاً كتبت ألفاً نحو { سَبَأ }
وإن كان مكسوراً كتبت ياءً نحو { شاطِىء} وإن كان ما قبلها مرفوعاً كتبت واواً نحو { لْؤلُؤ ؤ إلا ما استثني ،
فإن كان ما قبلها ساكناً حذفت نحو{ ملْء الأرض }{ يخرج الخبْء } إلا ما استثني .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها
الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بحجمها الطبيعي
مزايا الرسم العثماني:

للرسم المصحف أسرار عديدة وحكم كثيرة وفوائد جمة أدرك العلماء بعضها فمن ذلك :
- أولاً : الدلالة برسم واحد للكلمة على أكثر من قراءة ، فقد كتبت بعض الكلمات التي فيها أكثر من
قراءة على وجه يحتمل قراءتين أو أكثر .
- ثانياً : الدلالة على أصل الحركة مثل كتابة الكسرة ياء في قوله سبحانه : { وإتاىء ذي القربى }النحل 90
وكتابة الضمة واواً في قوله سبحانه : { سأُوريكم دار الفاسقين } الأعراف 145.
- ثالثاً : حمل الناس على أن يتلقوا القرآن من صدور ثقات الرجال ولا يتكلوا على القراءة من المصحف
وفي هذا فائدتان :
الأولى : التوثيق من صحة التلاوة وطريقة الأداء وحسن الترتيل والتجويد فإن
هذا لا يتحقق بمجرد القراءة من المصحف دون معلم ، ولهذا قرر العلماء إنه لا
يجوز الاعتماد على المصاحف وحدها بل لابد من الأخذ عن حافظ ثقة .
الثانية : اتصال السند برسول الله صلى الله عليه وسلم فالقارىء يحفظ القرآن
من فم شيخه والشيخ عن شيخه وهكذا إلى أن يتصل السند برسول الله صلى اله
عليه وسلم وبهذا يكون سند القرآن في كل عصر متصل برسول الله عليه الصلاة
والسلام وليس هذا لكتاب غير القرآن الكريم فقد شرف الله هذه الأمة باتصال
سندها برسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن للرسم العثماني إلا هذه
الفائدة بمزيتيها لكفى به فضلاً ومكانة .


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها
الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بحجمها الطبيعي

ملاحظة ( الآيات اليوم لم تنقل جميعها من المصحف الرقمي لاختلافه عن الرسم العثماني )

غايتي رضى ربي


الدرس التاسع عشر

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نشأة علم التفسير

نزل القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين قال
تعالى :{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ}يوسف آية 2 .
وقال سبحانه {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ
الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ
الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} الشعراء آية 192 - 195.
وقد كان القوم الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم عرباً خُلّصاً يفهمون القرآن بمقتضى السليقة العربية ،
فإن أشكلت عليهم كلمة أو غمض عليهم معنى سأل بعضهم بعضاً ، فإن وجدوا
الجواب وإلا سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم فبينه لهم قال تعالى
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل آية 44.
ومما سأل الصحابة عنه الرسول صلى الله عليه وسلم معنى الظلم في قوله تعالى
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ
لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} الأنعام آية 82 .
فقالوا : وأينا لم يظلم نفسه يا رسول الله ففسره النبي صلى الله عليه وسلم لهم بأنه الشرك واستدل بقوله تعالى :
{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}لقمان آية 13.
وكقصة عدي بن حاتم رضي الله عنه فحين نزل قوله تعالى { وَكُلُواْ
وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ
الْخَيْطِ الأَسْوَدِ } البقرة 187جعل تحت وسادته عقالين عقالاً أبيض
وعقالاً أسود فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بأن المراد سواد الليل
وبياض النهار .
وهكذا كان تفسير القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
التفسير في عهد الصحابة رضوان الله عليهم :

لما اتسعت الفتوحات الإسلامية وفتحت البلدان وأقبل أهلها يتعلمون أمور الدين لم يكن كثير منهم
عرباً خلصاً كالصحابة ، بل كانوا بحاجة إلى من يبين لهم كثيراً من كلمات القرآن ومعانيه . وقد بذل
الصحابة رضي الله عنهم أنفسهم يعلمون الناس أمور الدين ويفسرون لهم القرآن وقد كانوا :
-1 يفسرون القرآن بالقرآن
-2 وبأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما مر .
-3 فإن لم يجدوا التفسير في القرآن ولا في السنة اجتهدوا في تفسيره ، فهم شاهدوا التنزيل وحضروا
الوقائع والأحداث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أعلم من غيرهم بالتفسير .
وقد اشتهر عدد من الصحابة بالتفسير منهم الخلفاء الأربعة وعبدالله بن عباس وعبدالله بن مسعود
وأبي بن كعب وعبدالله بن الزبير وعائشة وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .
وكان التفسير في عهد الصحابة عن طريق الرواية ولم يكتب أحد من الصحابة رضي الله عنهم تفسيراً للقرآن .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
التفسير في عهد التابعين :

تلقى التابعون التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم فهم أعلم الناس بالتفسير بعد الصحابة رضي الله عنهم .
وقد اتسع باب التفسير في عهدهم فأصبحوا يفسرون كثيراً من الآيات التي لم
يفسرها الصحابة لأنها كانت واضحة لهم حينذاك ولما دخل في الإسلام من لايعرف
العربية أصلاً ولا يتقنها احتاج الناس إلى من يفسرلهم كثيراً من الآيات
فقام التابعون رحمهم الله تعالى بهذا وفسروا ما احتاج الناس إلى تفسيره .
وقد اشتهر عدد من التابعين بالتفسير منهم : سعيد بن جبير ، ومجاهد بن جبر ، وعكرمة ، وطاوس ،
وعطاء بن أبي رباح ، وزيد بن أسلم ، ومحمد بن كعب القرظي ، وعامر الشعبي ،
والحسن البصري وقتادة بن دعامة السدوسي ، وغيرهم رحمهم الله تعالى جميعاً.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
التفسير بعد عهد التابعين :
اتسع باب التفسير في هذا العهد حتى شمل القرآن كله ، ولم يكن عن طريق
التلقي فحسب ، بل بدأ عهد التدوين والكتابة للتفسير ، وكان ذلك في أواخر
القرن الأول الهجري وكان التفسير حينذاك باباً من أبواب الحديث .
ثم استقل التفسير وأصبح علماً قائماً بنفسه ومن مزايا التفسير في هذه المرحلة :
-1 أنه مروي بالإسناد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو إلى الصحابة رضي الله عنهم أو إلى التابعين رحمهم الله تعالى .
-2 أنه شامل لكل آيات القرآن ومرتب حسب ترتيب المصحف .
ومن المؤلفات في هذه المرحلة: تفسير ابن ماجه وتفسير ابن جرير الطبري وتفسير ابن أبي حاتم وغيرهم .
ثم قامت طائفة من العلماء بالتأليف في التفسير فاختصروا الأسانيد وأوردوا أقوالاً دون أن ينسبوها
إلى أصحابها فاختلطت الأقوال الصحيحة بالأقوال الضعيفة ، مما يسهل على أصحاب الأهواء الباطلة
والمعتقدات الزائفة الدخول في التفسير وصاروا يؤولون الكلام على مذاهبهم الفاسدة كالشيعة والمعتزلة
وأصحاب التصوف والفلاسفة وغيرهم .
ثم صنف كل من برع في علم من العلوم تفسيراً ملأه بالعلم الذي برع فيه ،
فالنحوي مثلاً إذا ألف تفسيراً ملأه بأوجه الإعراب وقواعد النحو ومسائله
وفروعه وخلفياته ، حتى كأنه كتاب نحو مثل تفسير: " البحر المحيط " لأبي
حيان، و الفقيه يكاد يسرد أبواب الفقه ويتوسع في فروعه التي لا صلة لها
بالآية ويرد على المخالفين ويتوسع في ذلك كالجصاص والقرطبي ، والمؤرخ جعل
همه استيفاء القصص والأخبار والأحداث الصحيح منها والباطل كالثعلبي والخازن
.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
التفسير في العصر الحديث :
بعد القرن العاشر تقريباً فترت همة التأليف وخمدت المؤلفات في سائر العلوم حتى أواخر القرن الثالث
عشر وأوائل القرن الرابع عشر الهجريين ، حيث عمت البلاد الإسلامية حركة فكرية نتيجة الحركات
الإصلاحية حينذاك ، فاتجه العلماء إلى العلوم الإسلامية عامة ، وإلى التفسير خاصة فصدرت ولا زالت
إلى يومنا هذا المؤلفات العديدة في التفسير .وقد سلك المفسرون في هذا العصر
مسلكاً جديداً بالعناية بحسن العبارة وطلاوة الأسلوب والتنظيم والترتيب ،
كما اعتنى المفسرون بجانب الإصلاح الاجتماعي وتوجيه الناس إلى ما يقعون فيه
من عادات وتقاليد مخالفة لأحكام القرآن الكريم وتوجيهاته كالشيخ محمد بن
عبدالوهاب ، والشيخ عبدالرحمن السعدي .


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
غايتي رضى ربي


الدرس العشرون

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مناهج المفسرين

المفسرون ـ رحمهم الله تعالى ـ سلكوا أحد منهجين في التفسير :
-1 منهج التفسير بالمأثور : وهو منهج التفسير بالرواية .
-2 منهة التفسير بالرأي : وهو منهج التفسير بالدراية .

أولاً:التفسير بالمأثور
تعريفه :
هو تفسير القرآن بالقرآن أو بالسنة أو بأقوال الصحابة أو التابعين . وهذا التفسير يبحث عن تفسير
الآية في المواضع المذكورة ، ولا يجتهد صاحبه من غير أصل ويتوقف عما لا
طائل تحته ولا فائدة في معرفته كلون كلب أصحاب الكهف وعصا موسى من أي الشجر
كانت ونحو ذلك .

مصادر التفسير بالمأثور هي :
1- القرآن :
أي تفسير القرآن بالقرآن وهذا أشرف أنواع التفسير وأجلها ذلك أن الآية قد ترد في موضع وترد آية
في موضع آخر أكثر تفصيلاً فتُفَ الأولى بالثانية والأمثلة على ذلك كثيرة منها :
أ/ قوله تعالى في سورة الفاتحة { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فقد ورد بيان المراد بيوم الدين في موضع آخر
قال تعالى : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ{17} ثُمَّ مَا
أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ{18} يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ
شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}الانفطار آية 17 - 19 .
ب/ وكقوله تعالى : {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة آية 37 .
فقد ورد بيان المراد بالكلمات في سورة الأعراف في قوله تعالى :
{قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الأعراف آية 23 .

2- السنة :
أي تفسير القرآن بالسنة فإنها شارحة له وموضحة لمعانيه ، قال تعالى
:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل آية 44 .
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم عدداً من الآيات وروت كتب الحديث طائفة
من ذلك ففسر القوة المذكورة في قوله تعالى{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا
اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ } الأنفال آية 60 .
بقوله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي " ،
وفسر السبيلَ بالزادِ والراحلة . والظلم بالشركِ . والحسابَ اليسير
بالعرضِ .

3- أقوال الصحابة :
فإن لم تجد التفسير بالقرآن ولا بالسنة فعليك بأقوال الصحابة رضي الله عنهم فإنهم أعلم من غيرهم لما
اختصوا به من مشاهد الأحداث والوقائع ومصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم وحضور مجالسه ، ولما لهم من الفهم الصحيح والعمل الصالح .

4- أقوال التابعين :
فإن لم تجد التفسير بالقرآن ولا بالسنة ولا بأقوال الصحابة فقد رجح كثير من
العلماء الأخذ بأقوال التابعين الذين تلقوا التفسير عن الصحابة لما في
التلقي عن الصحابي من مزية عن غيره وقد أخذ بعض
التابعين التفسير كله عن الصحابة كما قال مجاهد : " عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث مرات
استوقفه عند كل آية وأسأله عنها " ويشتمل تفسير ابن جرير الطبري على كثير من تفسير التابعين .


حكم التفسير بالمأثور :

التفسير بالمأثور إذا صح سنده يجب الأخذ به ولا يصح العدول عنه .

الإسرائيليات :
وهي القصص والأخبار المروية عن بني إسرائيل أو النصارى وتتعلق بقصص القرآن وأخباره
وذلك أنه قد دخل في الإسلام بعض أهل الكتاب من اليهود والنصارى وقد قرأوا في كتبهم التوراة
والإنجيل تفصيل بعض القصص التي أوردها القرآن فلما دخلوا في الإسلام صاروا يخبرون بهذه
القصص فدخلت مجال التفسير بالمأثور.
والإسرائيليات لها ثلاث حالات :
1- أن توافق ما جاء في شرعنا : فحكمها القبول لالذاتها وإنما لما وافقته وهو القرآن ولنا في القرآن
استغناء عنها .
2- أن تخالف شرعنا : فيجب ردها وعدم الأخذ بها .
3- أن لا توافق ولا تخالف ما جاء في شرعنا : فتجوز روايتها ولا نصدقها ولا نكذبها لقول
الرسول صلى الله عليه وسلم " لاتصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا باللّه وما أنزل إلينا "
رواه البخاري.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ثانياً:التفسير بالرأي:
المراد بالتفسير بالرأي :
التفسير بالاجتهاد ، ولا يخلو أن يستند صاحبه إلى الكتاب والسنة أم لا ولهذا فإن التفسير بالرأي ينقسم
إلى قسمين :
1- التفسير بالرأي المحمود :
وهو التفسير الذي يستند فيه صاحبه على النقل عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وعن أصحابه رضي الله عنهم والأخذ بمطلق اللغة وبما يقتضيه الكلام ويدل
عليه قانون الشرع وهذا النوع من التفسير بهذه الصفات جائز .

2ـ التفسير بالرأي المذموم :

وهو التفسير الذي يعتمد فيه المفسر على فهمه الخاص واستنباطه بالرأي المجرد من غير دليل .
وهذا النوع من التفسير حرام ولا يجوز لقوله تعالى :{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} الإسراء آية 36
ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " من قال في القرآن برأيه أو بما لا
يعلم فليتبوأ مقعده من النار " وفي رواية " من قال في القرآن برأيه فأصاب
فقد أخطأ ".

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

غايتي رضى ربي


الدرس الواحد والعشرون



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
بعض أشهر الكتب المؤلفة في التفسير بالمأثور

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيأولاً : جامع البيان عن تأويل آي القرآن :
مؤلفه :
محمد بن جرير الطبري ولد سنة 224 هـ وتوفي سنة 310 هـ من علماء المسلمين بالتفسير له مؤلفات كثيرة منها
" تاريخ الأمم والملوك ".
تفسيره :
اسم تفسيره " جامع البيان في تأويل آي القرآن " ويعرف بـ "تفسير الطبري " وكتابه من أجل كتب
التفسير بالمأثور وأفضلها وأصحها وأجمعها .
قال النووي : " كتاب ابن جرير في التفسير لم يصنف أحد مثله " عرض فيه أقوال الصحابة والتابعين
مع عنايته بالاستنباط والترجيح وبيان ما خفي من الإعراب ، ويقع هذا التفسير في اثنين وثلاثين جزءاً
وطبع مراراً في اثني عشر مجلداً ، ثم قام الشيخان محمود وأحمد شاكر بتحقيقه وتخريج أحاديثه أصدرا منه ستة عشر مجلداً حتى الآن .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ثانياً : معالم التنزيل :
مؤلفه :
الحسين بن مسعود البغوي فقيه ، مفسر ، محدث ، توفي سنة 510 هـ ، وقد جاوز الثمانين عاماً .
تفسيره :
اسم تفسيره " معالم التنزيل " ويعرف باسم "تفسير البغوي "
قال ابن تيمية عن البغوي :"صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء
المبتدعة " ومع أن فيه بعض الإسرائيليات إلا أنه في جملته أسلم من كثير من
المؤلفات في التفسير بالمأثور ، وطبع مع تفسير الخازن كما طبع مع تفسير ابن
كثير ثم طبع مستقلاً في أربعة مجلدات .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ثالثاً : تفسير القرآن العظيم :
مؤلفه :
الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمرو بن كثير الدمشقي وكنيته أبو الفداء ولد
سنة 705 هـ وتوفي سنة 774 هـ . أخذ عن ابن تيمية وتابعه في كثير من آرائه
قال عنه الذهبي : هو " الإمام المفتي ، المحدث البارع ، فقيه متفنن ، محدث
متقن ، مفسر نَقّال وله تصانيف مفيدة " ومن مؤلفاته " البداية والنهاية "من
أشهر المؤلفات في التاريخ وأوسعها .
تفسيره :
اسم تفسيره " تفسير القرآن العظيم " ويعرف" بتفسير ابن كثير "من أشهر كتب
التفسير بالمأثور ، يعد في المرتبة الثانية بعد تفسير ابن جرير الطبري
يعتني عناية فائقة بالأحاديث والآثار مسندة إلى أصحابها
متكلماً أحياناً عن إسنادها وعن رجالها بالجرح والتعديل ورد الأحاديث المنكرة ، وطريقته في التفسير
أنه يورد الآية أو الآيات ثم يفسرها بعبارة موجزة ويذكر الشواهد من الآيات الأخرى ويقارن بين هذه
الآيات حتى يظهر المعنى المراد مع الاستشهاد بالأحاديث وبيان درجتها أحياناً مع عدم الإطالة بمباحث
الإعراب والبلاغة أو الاستطراد لعلوم لا يحتاج إليها لفهم النص ولا التفقه فيه . طبع هذا التفسير في
أربعة مجلدات كبار .

كذلك من أشهر المؤلفات في التفسير بالمأثور:
-1 تفسير ابن أبي حاتم .
-2 تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المعروف بتفسير ابن عطية .
-3 تفسير بحر العلوم لأبي الليث السمرقندي .
-4 الكشف والبيان عن تفسير القرآن لأبي إسحاق الثعلبي .
-5 الدر المنثور في التفسير بالمأثور : جلال الدين السيوطي .
-6 فتح القدير : محمد بن علي الشوكاني .



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
غايتي رضى ربي


الدرس الثاني والعشرون

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


أشهر الكتب المؤلفة في التفسير بالرأي



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيأولاً : مفاتيح الغيب :
مؤلفه فخر الدين بن عمر الرازي ، ولد سنة 544 هـ ، وتوفي سنة 606 هـ كان
بارعاً في العلوم العقلية واللغة والتفسير وهو من أشهر فلاسفة عصره .
تفسيره :
يشتمل هذا التفسير على كثير من المباحث الفلسفية والمسائل الكلامية رد فيها
على المعتزلة والفرق الضالة بالحجج الدامغة والبراهين القاطعة ، وأهتم
ببيان المناسبات بين الآيات والسور واعتنى بالعلوم الرياضية والطبيعية
والفلكية والفلسفية والطبية ، فتكلم عن الأفلاك ، والأبراج ، والسماء ،
والأرض ،وعن الإنسان والحيوان بشكل واسع حتى أصبح تفسيره موسوعة علمية ،
ولهذا قال بعضهم عن هذا التفسير: فيه كل شيء إلا التفسير ، ولا ينقص هذا من
مكانة هذا التفسير كثيراً ، فهو تفسير قيم .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ثانياً : الكشاف :
مؤلفه محمود بن عمر الزمخشري ولد سنة 467 هـ ، وتوفي سنة 538 هـ ولد في
زمخشر من قرى خوارزم ودرس فيها ثم رحل إلى بخارى ومنها إلى مكة وأقام فيها
زمناً وبها ألف تفسيره ثم عاد إلى
جرجان في خوارزم وتوفي فيها وهو من أئمة المعتزلة
تفسيره :
اسمه " الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل " ويعرف بتفسير " الكشاف "
وهو من أشهر كتب التفسير بالرأي اعتنى فيه مؤلفه بمذهب المعتزلة وتأويل
القرآن الكريم وفق عقيدتهم الباطلة ويدس ذلك دساً ، كما اعتنى باللغة
والبلاغة وهو إمام بارع فيهما يرجع إليه كثير من العلماء في ذلك وطبع هذا
التفسير في أربعة مجلدات ومعه كتاب " الانتصاف " لابن المنير الذي يكشف
اعتزاليات الزمخشري ويرد عليها بإيجاز .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ثالثاً : أنوار التنزيل وأسرار التأويل :
مؤلفه القاضي ناصر الدين أبو الخير عبدالله بن عمر البيضاوي تولى القضاء في شيراز وتوفي في تبريز سنة 685 هـ .
تفسيره :
" أنوار التنزيل وأسرار التأويل " ويسمى تفسير البيضاوي ، وهو تفسير استمده
صاحبه من الكشاف للزمخشري ومن التفسير الكبير للفخر الرازي وضم إليه بعض
الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين وأضاف نكتاً علمية بارعة ولطائف رائعة
واستنباطات دقيقة ، وذلك بعبارة موجزة فجاء هذا التفسير أقرب إلى المختصر
ولذلك علق عليه كثير من العلماء بحواش مختلفة ، وطبع مرات عديدة .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيرابعاً : تفسير الجلالين :
وهو من تأليف الإمامين جلال الدين المحلي ولد سنة 791 هـ - وتوفي سنة 864 هـ
وجلال الدين السيوطي ، ولد سنة 849 هـ وتوفي سنة 911 هـ
ويسمى" تفسير الجلالين " وقد بدأ بتأليفه جلال الدين المحلي وتوفي قبل أن
يتمه فأكمله جلال الدين السيوطي ، وهو تفسير قيم ، وعبارته مختصرة ، طبع
مرات عديدة .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي خامساً : البحر المحيط :
ومؤلفه أبو عبدالله محمد بن يوسف المعروف بأبي حيان الغرناطي الأندلسي ،
ولد سنة 654 هـ وتوفي بمصر سنة 745 هـ كان على علم واسع في التفسير والحديث
والنحو وتراجم الرجال وخاصة المغاربة .
تفسيره :
واسمه "البحر المحيط "عرف هذا التفسير بالتوسع بالمسائل النحوية ووجوه
الإعراب وذكر تفصيل الخلاف بين النحويين في ذلك حتى كاد أن يصبح التفسير
كتاباً في النحو ، ونقل مؤلفه كثيراً من المسائل عن الزمخشري ، وابن عطيهة
ويتعقبها بالرد ويحمل على الزمخشري لآرائه الاعتزالية ويشيد بمهارته في
الجوانب البلاغية ، كما أنه يعتمد على تفسير شيخه المعروف بابن النقيب .


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
غايتي رضى ربي


الدرس الثالث والعشرين ( الأخير )


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

أشهر المؤلفات في العصر الحديث


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
أولاً : تفسير المنار

مؤلفه: الشيخ محمد رشيد رضا ولد سنة 1282 هـ في طرابلس الشام من تلاميذ الأستاذ محمد عبده
أصدر مجلة المنار وصار ينشر فيها هذا التفسير ثم طبعه مستقلاً توفي بمصر
سنة 1354 هـ بالسكتة القلبية وهو في السيارة عائداً من المطار بعد وداعه
للملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى .
تفسيره :
اسمه « تفسير القرآن الحكيم » ويعرف بتفسير المنار، كان الشيخ رشيد يحضر دروس الأستاذ محمد
عبده في التفسير ويدونها ثم ينشرها في مجلته المنار ، ثم بعد وفاة أستاذه ،
أتم التفسير بنفسه إلى الآية 101 من سورة يوسف وذلك في اثني عشر مجلداً .
وهذا التفسير من كتب التفسير بالرأي خاصة في أجزائه الأولى وقد مال الشيخ رشيد بعد وفاة أستاذه
إلى الاستشهاد بالأحاديث وإلى تفسير القرآن بالقرآن ، كما يتميز هذا
التفسير بالعناية بالإصلاح الاجتماعي وبيان سنن الله في المجتمعات والرد
على ما يثيره أعداء الإسلام من شبهات .




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيثانياً : في ظلال القرآن
مؤلفه: الأستاذ سيد بن قطب بن إبراهيم ولد في أسيوط سنة 1324 هـ وتخرج في مدرسة دار العلوم
ثم اشتغل بالتدريس ثم تولى عدداً من الوظائف وذهب إلى أمريكا وعاد إلى مصر وقد زاد تمسكاً بالدين
فاتجه إلى الإصلاح الديني في مصر فأعدمه جمال عبدالناصر سنة 1386 هـ وله مؤلفات كثيرة .
تفسيره :
وهذا التفسير تفسير شامل للحياة في ضوء القرآن الكريم ، عاش مؤلفه يتذوق القرآن وحلاوته ويتذوق
ما يدركه من جوانبها ثم يدونه ، ومن هنا فإنه يتكلم أولاً عن أهداف السورة عامة ثم يفصل ذلك فيأتي
بالنص ويتفيأ ظلاله ويقطف معانيه وينشر أريجه ويضرب صفحاً عن المباحث
اللغوية والمسائل الفقهية ويتجه إلى عرض منهج الإسلام في الحياة ويتوسع في
ذلك كاشفاً جوانب زيف الحضارة الغربية ، مع العناية بتصحيح المفاهيم وتوجيه
الناس التوجيه السليم . وقد لاقى تفسيره القبول بين المسلمين وطبع مرات
عديدة والطبعات الحديثة في ستة مجلدات .




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيثالثاً : أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
مؤلفه :الشيخ محمد الأمين بن المختار الجكني الشنقيطي ، ولد سنة 1325 هـ في
شنقيط بموريتانيا ودرس فيها وحفظ القرآن ونبغ في العلوم الشرعية ، ثم رحل
إلى الحج فلما وصل إلى السعودية اتصل بعلمائها وقرأ كتب الدعوة فأحب
الإقامة وطلب الإذن له بالتدريس في المسجد النبوي ، ثم درس في المعهد
العلمي بالرياض ، ثم في كليتي الشريعة واللغة العربية، ثم مدرساً في
الجامعة الإسلامية بالمدينة إلى أن توفي رحمه الله تعالى سنة 1393 هـ بمكة
المكرمة ، وله مؤلفات عديدة .
تفسيره :
يُعتبر هذا التفسير من أفضل المؤلفات في العصر الحديث واعتنى فيه مؤلفه بأمرين :
- الأول : تفسير القرآن بالقرآن .
- الثاني : تفسير آيات الأحكام .
واشتمل على تحقيق بعض المسائل اللغوية والأصولية وأسانيد بعض الأحاديث ويظهر في الكتاب
سعة أفق المؤلف ودقة الاستنباط مع العناية بالترجيح من غير تعصب لمذهب
ولاتجد تفسيراً في العصر الحديث يعتني بتفسير القرآن بالقرآن مثله أو
يقاربه . ويقع هذا التفسير في نحو عشرة مجلدات .




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيرابعاً : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
مؤلفه :
الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي ، ولد في عنيزة بالقصيم سنة 1307 هـ توفيت والدته وهو في
الرابعة فكفلته زوجة والده وعطفت عليه أكثر من عطفها على أولادها وربته فأحسنت تربيته وأدخلته
مدرسة تحفيظ القرآن فحفظه صغيراً ثم اشتغل بطلب العلوم الشرعية كالتوحيد والتفسير والحديث
والفقه حتى فاق أقرانه ، توفي رحمه الله سنة 1376 هـ وله مؤلفات عديدة .
تفسيره :
اعتنى مؤلفه رحمه الله تعالى بالمعنى الإجمالي للآيات من غير استطراد إلى
ما يتفرع من ذلك ، ولم يشتغل بالألفاظ والمفردات والجوانب اللغوية
والبلاغية والإعراب اكتفاء كما قال رحمه الله تعالى بما قدمه المفسرون من
قبله ، فهذا التفسير يميل إلى الاختصار وعدم الاطناب ومع هذا فهو في سبعة
مجلدات ، وقد اختصر هذا التفسير في كتاب سماه " تيسير اللطيف المنان في
خلاصة تفسير القرآن " .
نقره لتكبير


عدل سابقا من قبل memogo في 22nd مارس 2012, 17:59 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
memogo
مشرف الأقسام الدينية و قسم الصور العام
مشرف الأقسام الدينية و قسم الصور العام
memogo

الدولة : مصر
الجنس : ذكر
مزاجى مزاجى : دروس من علوم القرآن  110
عدد المساهمات : 21090
نقاط النشاط : 41264
تاريخ التسجيل : 14/01/2010
دروس من علوم القرآن  1512_md_13266717781

دروس من علوم القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس من علوم القرآن    دروس من علوم القرآن  I_icon_minitime22nd مارس 2012, 17:53

فين(وين) الردود؟ منتظر ردودكم إخوانى وأحبائى وأرجوا منكم التفاعل بيننا بالمنتدى ولكم شكرى وتقديرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دروس من علوم القرآن
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حديث القرآن عن القرآن(1)
» حديث القرآن عن القرآن (2)
» حديث القرآن عن القرآن(3)
» حديث القرآن عن القرآن(4)
» الاستغفار فى القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مايكل جاكسون لشباب العرب :: الأقسام الدينية والإسلامية Islamic and religious sections :: القرآن الكريم والسيرة النبوية-
انتقل الى: