بسم الله والصلاة على محمد بن عبد الله وعلى ال بيته الطاهرين .
أختاه !!انه رمضان شهر المغفرة ,شهر الرحمة , شهر تتنزل الرحمات منه .
أختاه !!انه رمضان شهر التوبة ,شهر المغفرة ,شهر القرب من الله عز وجل بعد طول غياب , شهر تصفد فيه الشياطين , و تفتح فيه أبواب الجنان و تغلق فيه أبواب النيران .
و من لم يعد في رمضان فمتي يعود ؟ و من لم يتب في رمضان فمتي يتوب ؟ و من لم يترك المعصية و ينتقل من حزب الشيطان الي حزب الرحمان و من معسكر الضالين الي معسكر الطائعين في رمضان فمتي ينتقل ؟
رمضان موسم تضاعف فيه الطاعات و يبارك الله فيه في الأعمال و في الأعمار , فيه ليلة خير من الف شهر .
أيتها الأخت المسلمة أنت التي ركعتي و سجدتي لله يا مؤمنة يا مسلمة يا طاهرة ياعفيفة يا من أوصى بها المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله : { استوصوا بالنساء خيرا } .
أيتها المسلمة :هل تعلمي أن الله ينظر اليك و يراقبك في كل زمان و مكان فهل ترضين أن يراك الله تفعلين ما نهاك عنه و خاصة في سيد الشهور كلما سمعتي صوت المؤذن يتزامن مع صوت الأغاني التي تتلهفين على سماعها و قد اتخذت السوق متنفسا لك و كلما شعرت بالضيق أسرعتي الي حجابك الذي لا يرضاه الله لك و لا رسوله و تبدين به أجمل مما أنت عليه و تهرعين الي السوق كم وكم أحترق عندما تدعين الي قراءة القرآن و تدعين ضيق الوقت فوقتك مليئ بمواعيد الحفلات و السهرات و القنوات الفضائية و الأغاني الغرامية أما القرآن فليس في جدولك كم وكم وكم...
اسمحي لي أن أقول لك تذكري , تذكري كم ستعيشين في هذه الدنيا ستون سنة مائة ألف سنة ثم ماذا ؟ ثم موت ثم بعث و حساب فاما الي الجنان واما الي النيران .أختي تيقني أن الموت آت لا مفر منه .
أختاه !!اسمحي لي أن أذكر لك تلك البشارة لمن زلت أقدامها في أوحال المعاصي و حضيض الذنوب و قيعان السيئات فتابت و أنابت و الي الله استجابت فاغتسلت في بحور دموع الندم و تعطرت بزفرات الحسرة و الألم فتلقاها ربها و هو فرح بها مع غناه عنها فأدناها من بعد أن أقصاها و أعطاها من بعد أن حرمها و أحبها من بعد أن أبغضها فانتقلت من ديوان المذنبات الي سجل الطائعات و من دار المعذبين الي دار المتقين المنعمين فهنيئا لها ,
قال الله عز وجل :
{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينت من الهدى و الفرقان فمن شهد منكم الشر فليصمه ومن كان مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله علي ما هداكم ولعلكم تشكرون }
و من السيئات تأخير الصلاة عن وقتها كثيرا من النساء الا من رحم الله منهن لا يصلي ,
فتجد أن الصلاة هي آخر اهتماماتا تفكر في كل شيئ ,في عمل البيت ,و رضا الزوج , و رضا الأولاد , وفي اعداد الطعام , و الشراب و من ثم الصلاة .اجعلتي الصلاة اخر شيء في حياتك ???
أهم الأعمال على الاطلاق و لا بارك الله في عمل شغل عن الصلاة بل ان ربك سبحانه و تعالى هو الذي يناديك ليؤذن المؤذن لتقتربي من الله لتصلي له سبحانه و تعالى و لتناجيه و لتقفي بين يدي ملك الملوك سبحانه و تعالى أفيجدربك أن تجعليه آخر اهتماماتك ؟
ان المؤمنة التقية البرة التي ترجو الله و الدار الآخرة تتلهف الى الصلاة و تنتظرها فاذا سمعت الأذان سمعته و هي بين يدي الله عز وجل متطهرة محجبة خاشعة القلب منكسرة العين و القلب ترجو جواب ربها و تصلي الصلاة كما أراد سبحانه و تعالى .
أيتها المرأة المسلمة :انه رمضان شهر قراءة القرآن و شهر القيام فلتعودي الى الله عز وجل , و تعودي الي مصلاك تقومين بالليل و تصلين و كم نحن نفتقد رجالا و نساء قيام الليل طوال العام و أصبحنا لا نقوم الا في رمضان و من يقوم في رمضان قليل و قليل .
أختي المسلمة :انه رمضان شهر الخلوة بالحبيب سبحانه و تعالى شهر تخلو فيه المرأة بربها عز وجل فتدخر عنده سبحانه وتعالى أعمالا ليوم الحشر يوم القيامة .
رباه , رباه هدأ الليل و اختلط الظلام و آوى كل حبيب الي حبيبه و خلوتي بك أيها المحبوب أن تعتقني من النار.
وحق الله سبحانه و تعالى أن يطاع فلا يعصي و أن يذكر فلا ينسي و أن يشكر فلا يكفر فهو الذي أمرنا و هو الذي خلقنا و هو الذي رزقنا و هو الذي أعطانا و هو الذي هدانا و جعلنا من خير أمة أخرجت للناس فله الحمد سبحانه و تعالى أولا و آخرا و ظاهرا و باطنا له الحمد في الأولى و الآخرة له الحمد حتى يرضى و له الحمد اذا رضى وله الحمد بعد الرضى .
أختي المسلمة :و الله لو قطعت الليالي و الأيام في طاعته لكان و الله الفوز العظيم و النجاة و السعادة و ربنا سبحانه و تعالى يقبل اليسير من العمل مع أنه الغني عنا و عن الناس أجمعين .
و أقول ان الشغل الحقيقي هو طاعة الله عز وجل ان المرأة المسلمة أرق قلبا و اني أخاطبك أيتها المرأة المسلمة لعلمي أنك مؤمنة تقية بأذن الله قد رضعت التوحيد و عشت عليه و أسأل الله أن يميتني و اياك عليه .
و الله فضله عظيم و لن أستطيع أن أوفي حقه ,و قال الله عز وجل في الحديث القدسي :
{ كل عمل بن آدم له الحسنة بعشرة أمثالها الا الصوم فانه لي وأنا أجزي به }
استغلي هذا الشهر في تعليم نفسك و تدريبها علي الطاعة و علي الصيام عن المحرمات و اجعلي هذا الشهر شهر تغير ,
اختاه !!اننا في رمضان الناس أهل الايمان و الاسلام صائمون فهل استغليت هذا الشهر المبارك في افطار الصائمين ان تفطير الصائم له أجر عظيم عند الله عز وجل فهل فكرت في يوم من الأيام أن تفطري صائما و هل احتسبت عند الله ؟
أختي المسلمة :ان من الأمور التي تنتبهين اليها في هذا الشهر الكريم الصدقه و الانفاق فان رسول الله عليه الصلاة والسلام أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان , و أفضل صدقة عند الله صدقة رمضان .
ثم أقول لك أولا : أن تبدئي بنفسك أن تتصدقي عن نفسك , و افتحي دولاب ملابسك كم فيه من الثياب و كم من المسلمين و المسلمات من لا تجد أن تستر عورتها و من لا تجد من مالها حتي تنفق علي نفسها ,
و لو أخرجت النساء ما زاد في بيوتهن من ملابس لحصل بذلك خير كثير .
وقال الله عز وجل : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيئ فأن الله به عليم }
فهل أنفقت مما تحبين ؟عسى أن تربحي يوم القيامة .
فهلا أعنت زوجك أيتها المسلمة علي طاعة الله عز وجل و على الصدقة و على التقرب له سبحانه وتعالى ؟
أختي المسلمة :انه رمضان فهلا كففت عن الشتم و السب و اللعن أقول هذا لأن نساء المسلمين اليوم الا من رحم الله قد أطلقن ألسنتهن فيما لا يحل كغيبة و نميمة و لعن و فاكهة مجالسهن و أكل لحوم الناس بالباطل أقول أيتها المسلمة رمضان صمت فيه عن الطعام و عن الشراب فلا تفطري على ما حرم الله , و اطيعي الله عز وجل و اكثري من ذكره و قراءة القرآن .
أختاه !!انه رمضان فرصة للعودة الى الله و الرجوع اليه سبحانه و تعالى و التوبة له و تكفير الذنوب و السيئات و اجعلي من رمضان فرصة لان يغفر الله لك ذنبك , و تذكري و أنت صائمة تركت الطعام و الشراب تذكري ذنبا من الذنوب فعلتيه في خلوة من الناس . ثم قولي يارب ان صومي ذا اليوم أجعله تكفيرا عن هذه المعصية و أنت تقومين بين يدي الله عز وجل تذكري ذنبا و قعت فيه بمعصية الله .
قولي يارب اني واقفة بين يديك بعد أن كنت واقفة بين يدي الشيطان أسألك أن تغفر لي و تكفر عني ذنبي و خطيئتي فهو سبحانه و تعالى غفار الذنوب و هو سبحانه و تعالى يستر العيوب .
نسأل الله كما ستر لنا عيوبنا في الدنيا أن يغفرها لنا يوم القيامة .
أسال الله عز وجل أن يجعلني و اياكن و المسلمين من العتقاء في هذا الشهر , و أن يغفر ذنوبنا و اسرافنا في أمرنا و أن يكفر عنا سيئاتنا و أن يجعلنا من عباده المتقين انه على كل شيئ قدير و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم .