لا تكن قاتلاً بنظراتك

نعم لا تكن قاتلاً بنظراتك ، ولا تكن قاتلاً بحسراتك ، فهذا يؤذيهم بل ويقتلهم ، ولا تزيد
إلاّ من جراحاتك !!
إنها العين والأسوء منها هو الحسد -والعياذ
بالله- فالخلق يتفاوتون بمُعطيات الجمال والكمال وإن صادفت عيناك
شيء بهم يُعجبك فادعِ لهم بالبركة ، ولا تتهاون بذلك حتى لا
تؤذيهم بعينك وتكن سبباً لتعاستهم بأمراضهم وأسقامهم ..
يقول صلّى الله عليه وسلّم :

( العين حق . ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا )

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم - المصدر:
صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2188خلاصة حكم المحدث:صحيح

والعين ليست قاصرة على الحاسدين أصحاب النفوس الخبيئة !!
بل الرجل الصالح إذا أعجبه شيء ولم يبرِّك - يدعو له بالبركة - فإنه يعينه بنظراته.

يقول القرطبي:

"إن الرجل الصالح قد يكون عائناً، وأن هذا ليس من باب الصلاح ولا من باب الفسق في شيء"
بل ربما يعين المرء نفسه أو ماله أو ولده ..

يقول ابن القيم:

"وقد يعين الرجل نفسه، وقد يعين بغير إرادته"
أمّا ما هو أسوأ من العين فهو الحسد ولا يصدر إلاّ من نفس خبيثة حقودة لم ترضى بقسمة الله عليها .
وضرره على المعيون -المحسود- أشدّ وأقوى من العين
ولهذا أمرنا الله أن نستعيذ به من شر حاسد إذا حسد ..

يقول ابن القيّم واصفاً الحاسد :

"وإنما إذا نظر إليه نظر من قد تكيفت نفسه الخبيثة وانسمت
واحتدت فصارت نفساً غضبية خبيثة حاسدة أثّرت بها تلك النظرة،
فأثّرت في المحسود تأثيراً بحسب صفة ضعفه وقوة نفس الحاسد،

فربما أعطبه وأهلكه بمنزلة من فوّق سهماً،
نحو رجل عريان فأصاب منه مقتلاً وربما صرعه وأمرضه.
والتجارب عند الخاصة والعامة بهذا أكثر من أن تذكر.
وهذه العين إنما تأثيرها بواسطة النفس الخبيثة،
وهي في ذلك بمنزلة الحية التي إنما
يؤثر سمها إذا عضت واحتدت فإنها تتكيف
بكيفية الغضب والخبث فتحدث فيها تلك الكيفية السم،
فتؤثر في اللديغ وربما قويت تلك الكيفية واشتدت في نوع منها حتى تؤثر بمجرد نظرة،
فتطمس البصر وتسقط الحبل"

لحظة من فضلك: لو تستشعر نِعم الله عليك ترضى ولا تحقد على نِعم الغير ولاتُباشرهم بالحسد.

وإلى لقاء آخر مع همسات روحانية بنسمات رمضانية ..

لا تكن قاتلاً بنظراتك Download

فين(وين) الردود؟ منتظر ردودكم إخوانى وأحبائى وأرجوا منكم التفاعل بيننا بالمنتدى ولكم شكرى وتقديرى