ضياع
هذا الفتى يهذى الصحاب بأنه
هانت عليه بلاده،
ونسى فرائض أهله،
وابتاعه الشيطان موطنه ودينه؛
أوهكذا زعموا، وقال رفاقه:
ضحكت عليه ظنونه،
وسطا عليه خياله؛
فرأى السراة الأولين بقضهم
وقضيضهم
قد أسلموه لواءهم
فمضى وراء سرابه يعدوا ويوغل
لايبص وراءه..
لم يجن غير ضياع عمر
من يعيد رواءه؟،
* * *
:-ويقول شيخ ـ حين يذكرطفله
أخذته منى الشاهقات.
منذ استقل الحافلات
يدور فى أرض الشتات
لا الحافلات توقفت عن سيرها يوما،
وما ضاق الفتى بضجيجها.
ماذاعليه لو ارعوى مثل الرفاق..
يرعى سنابل قمحنا،
يجلو كنوز حقولنا،
يحدو المواشى فى الرواح..
أو الغدو لزرعنا..؟
ولكان أعطى من بنات العم
من يبنى بها
لكنه تخذ المدينة قبلة
وأشاح عن حكْماتنا
ويقول شيخ أخلقته العاديات
من الزمان،
وأذهبت بروائه
* * *
هذا الفتى قد ضيعته الأمنيات
وأتلفت إحساسه الآهات
حتى أصبحت من مفردات حياته
إن أنس لاأنساه يأتى فى الطفولة
سائلا عن راحلين،
وعن تصاريف السنين،
وإذا رويت الشعرصار كزاهد
قد غاب عن دنياه
ينشد فى جوانحه اليقين
* * *
وتقول فاتنة لأتراب ذكرن زمانه:
هذا الفتى قد مسه سحر الغوانى القاتلات،
فمضى الى قصر الجمال مصليا
يرجو وصالا أو موات
* * *
هذا الفتى جهل الجميع مصابه
هو فارس خان الزمان ركابه
وكبا أعز جياده
فمضى يجرد سيفه المثلوم
يأبى الانهزام
لكنه لا يستطيع الانتصار
وعليه قد كثر الكلام
حكايتنا
إنا نعيش كما ترى
لا نستطيع سوى التمنى والتصبر
نحيا على أمل يقال بأنه يوما
سيأتينا وأحلام تفسر
نحياونحمل فأسنا وبذورنا
ندعو السماء لعلها بالخير تمطر
طال الثواء بلا سحاب أو ندى
وبلا بشائر أو بوادر للمقدر
ما فاد قط الانتظار أو المنى
وطعامنا وشرابنا أبدا يغبر
كل الذين تحكموا وتمكنوا
وعدواوعودا لاتحد ولا تقدر
قالوابأن السابقين تفننوا
فى كل أنواع الخديعة والتجبر
سلبوا الشعوب دماءها لم يخجلوا
والى سويسرا حج جمعهم وكبر
وعليكم يا شعبنا أن تصبروا
وتصابرواحتى يصير المال أكثر
شدوا الحزام على البطون
فصبحنا ليل شتائى مدمر
إنا سنجعل من بلاد النيل بستانا
يظل الدهر يعطينا ويزهر
ونعيش نحن الشعب نهضم بطننا
وجدارنا ثوب يوارينا ومئزر
حتى يجىء المعلن المعهود
يبكى الشعب فى حزن نسائى مؤثر
ويقول: إن السابقين المارقين
الى سويسرا حج جمعهم وكبر
وأنا الذى سأعيد للبلد العظيم
ثراءه، فلتصبروا إنى أدبر
فإلى متى نحيا على أمل يقال
بأنه يوما سيأتينا وأحلام تفسر
منهج
قالوا بأن الشعر إعجام
يثير النابهين الباحثين عن المعاني
لكنني في لحظة الإبداع
يسرى من فؤادي السحر
مرخى العنان
لا حل لي غير الخضوع لأمره
أنّى مضى في هذه الأكوان
كالحب إن سكن الفؤاد وهزه
ملأ الكيان وشاع في الوجدان
هي حالة من تحتويه يغيب عن دنياه
عن حتى نواميس الزمان
ويعيش حالات من النفحات
تسمو فوق تصوير اليراع أو اللسان
يدرى بها كل الذين تصوفوا
فصفت قلوبهم من الأضغان
وتفكروا فتيقنوا.. سالت
قلوبهم بفيض من ترانيم الحنان
فللحظة الإبداع ناموس
غريب الوصف علوى المرامى
تتلبس الشعراء لحظة قولهم
وتبثهم من فيضها الفتان
فهي اختلاجات النفوس تجمعت
وتدفقت عبراتها بلسان
وهى انتعاشات الخواطر بالهوى
وهى الصدى للواعج وحنان
هذا طريقي في بناء قصيدتي
وقصيدتي حبي وكرهي بل كياني
فاذهب بلومك إن أساءك مسلكي
وانصت وأمعن إن شجاك بياني
إلى حسن نصر الله
عرفت فالزم
فأنت القائد الأعظم
بلا نيشان بلا أعلام
بلا أسهم
وأنت دواء من مردوا
على البهتان يا ضيغم
* * *
عرفت حقيقة الإيمان
والإسلام والإحسان
عرفت السكة الأقصر
إلى رضوان
إلى عثمان
إلى ابن قحافة الصديق
إلى ركن النبي الأكرم
طلبت الموت كي تحيا حياة المسلم
فان فاتت فقد عبرت بك الأحداث
نحو نجائك الأعظم
وكان شعارك المرفوع
كن للموتة الأكرم
فصار الموت إن لاقاك
فر كأنك القسور
فدع كل الذي يهرف
بما لم يدر أو يعرف
وما يدريك لعل الله قدر إن تكون يداك
هي الآسي لجرح القبلة الأولى
لعلك أول الطوفان
يجيء فتنمحي الادران
تكون على يديك الكرة الأخرى
تكون الأرض والأشجار والأحجار
طوع يديك
تكون البلسم البلسم