من المعلوم أن أئمة الحرم المكي يحظون بالتقدير والاحترام الواسع من قبل
المسلمين في أنحاء الأرض، ويحرص المصلون في الحرم المكي على السلام عليهم
في حال دخولهم أو خروجهم، حيث يصل الاعتقاد لدى البعض بحصول البركة بمجرد
السلام عليهم، ويتحول الأمر في كثير من الأحيان إلى مضايقة تعطل حركتهم،
وهو الأمر الذي يستدعي وجود مرافقين من قوات الأمن تصطحب أئمة الحرم حال
دخولهم وخروجهم. ويزداد عدد المرافقين في عملية الخروج، حيث يصل في بعض
الأحيان إلى عشرة مرافقين من رجال الأمن، وذلك لحماية الأئمة من المضايقات
التي يحدثها تدافع المصلين باتجاههم.
وإلى جانب مهمة الإمامة، يضطلع كل إمام بمهمة الحضور في وقت مبكر قبل إقامة
الصلاة وتفادي الزحام والوصول إلى المحراب، حيث يحضر كل إمام قبل إقامة
الصلاة الموكلة إليه بعشر دقائق تقريبا. ولا يشترط وجود أئمة الحرم دفعة
واحدة في كل صلاة، بل قد يوجد الإمام الموكلة إليه صلاة التراويح أو التهجد
بمفرده ثم يلتحق به في وقت لاحق الإمام المكلف إكمال بقية الصلاة.
ورغم اعتبارهم مقرئين في المقام الأول وليسوا مفتين، يواجه أئمة الحرم سيلا
من الأسئلة الشرعية والفتاوى من قبل المصلين عقب أداء الصلوات، ومن
المعروف أن أئمة الحرم يعتبرون من أصحاب الخلفية العلمية الواسعة.
وهذا العام يتناوب أربعة من المقرئين على إمامة الحرم المكي في صلاة
التراويح والتهجد حسب الترتيب التالي: يؤم المصلين في ليالي الوتر في صلاة
التراويح في الخمس الأول فضيلة الشيخ عبد الله الجهنى، وفضيلة الشيخ عبد
الرحمن السديس في الخمس الأخيرة والشفع والوتر. أما ليالي الشفع من شهر
رمضان المبارك، فيؤم المصلين فضيلة الشيخ سعود الشريم في الخمس الأول
وفضيلة الشيخ ماهر المعيقلي في الخمس الأخيرة والشفع والوتر. وسيؤم المصلين
في العشر الأواخر من شهر رمضان في صلاة التراويح فضيلة الشيخ عبد الله
الجهني وفضيلة الشيخ ماهر المعيقلي، في حين سيؤم المصلين في صلاة التهجد
فضيلة الشيخ سعود الشريم في التسليمات الثلاث الأول وفضيلة الشيخ عبد
الرحمن السديس في التسليمتين الأخيرة مع الشفع والوتر.