بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير قوله تعالى : " الا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنزن "
سماحة الشيخ : ما هو تفسير هذه الآية الكريمة : " أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ " [ يونس : 63 ] ؟
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد : فهذه الآية الكريمة فيها بيان حال أولياء الله ، وأنهم لا خوف عليهم ولا حزن عليهم لإيمانهم وتقواهم يقول - جل وعلا - : " أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ " [ يونس : 62 ] ، ثم فسرهم فقال : " الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ " [ يونس : 63 ] ،
فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى ، هم الذين أخلصوا لله العبادة ، واستقاموا على دينه واتقوه - جل وعلا - ، فأدوا فرائضه وتركوا محارمه ووقفوا عند حدوده ، هؤلاء هم أولياء الله ، أهل الإيمان والتقوى ، أهل البصيرة ، أهل الصدق ، الذين أخلصوا لله العبادة ، ولم يشركوا به شيئاً ، ثم أدوا فرائضه ، وابتعدوا عن محارمه ، ووقفوا عند حدوده ، هؤلاء هم أولياء الله ، ليس عليهم خوف ولا حزن بل لهم الجنة والكرامة والسعادة ، في هذه الآيات الكريمة " أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ " [ يونس : 62 - 63 ]، لا خوف عليهم في المستقبل ولا يحزنون على ما خلفوا في الدنيا ، وهم المذكورون في قوله - جل وعلا - : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ " ( البينة 7 : 8 ) ، وفي قوله - سبحانه - : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً " (الكهف : 107 - 108) ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
المصدر : من سلسلة " نور على الدرب "
لسماحة الشيخ : عبد العزيز بن باز " رحمه الله "