الزبرجدة الثانية : العمى عمى القلب
هل الدهرُ إلا كربةٌ وانجلاؤها وشيكاً وإلا ضيقةٌ وانفراجُها
كان رجل كفيف يعيش سعيداً مع زوجة محبة مخلصة ، وابنٍ بار ،
وصديقٍ وفيّ ، وكان الشيء الوحيد الذي ينغص عليه سعادته هو الظلام
الذي يعيش فيه ، كان يتمنى أن يرى النور ليرى سعادته بعينيه .
هبط البلدة التي يقطنها هذا الكفيف طبيبٌ نحرير ، فذهب إليه يطلب دواءً
يعيد له بصره ، فأعطاه الطبيب قطرةً وأوصاه أن يستعملها بانتظام ،
وقال له : إنك بذلك قد ترى النور فجأة وفي أي لحظة .
واستمر الأعمى في استخدام القطرة على يأس من المحيطين به ، ولكنه
بعد استخدامها عدة أيام رأى النور فجأة وهو جالس في حديقة بيته ،
فجُنَّ من الفرح والسرور وهرول إلى داخل البيت ليخبر زوجته الحبيبة
فرآها في غرفته تخونه مع صديقه ، فلم يصدق ما رأى ، وذهب إلى
الغرفة الأخرى فوجد ابنه يفتح خزانته ويسرق بعض ما فيها .
عاد الأعمى أدراجه وهو يصرخ : هذا ليس طبيباً ، هذا ساحر ملعون ،
وأخذ مسماراً ففقأ عينيه ! وعاد مذعوراً إلى سعادته التي ألفها .
إشراقة : إن القلق النفسي أشد فتكاً من أمراض الجسم .
100 ضحكة وابتسامة للنبي صلى الله عليه وسلم ( الجزء العاشر )
تأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
الجزء العاشر
رأيت بياض خلخالها
روى جماعة من الأئمة منهم بن ماجة والنسائي عن بن عباس أن رجلا
ظاهر من امرأته فغشيها قبل أن يكفّر فأتى النبي صل الله عليه وسلم
فذكر ذلك له فقال ما حملك على ذلك فقال يا رسول الله رأيت بياض
خلخالها في ضوء القمر فلم أملك نفسي أن وقعت عليها
فضحك النبي صل الله عليه وسلم وأمره ألا يقربها حتى يكفّر .
(تفسير القرطبي ج17/ص277) .
يا رسول الله هلكت
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن
أن أبا هريرة رضى الله عنه قال بينما نحن جلوس عند النبي صل الله عليه وسلم
إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت
قال ما لك
قال وقعت على امرأتي وأنا صائم
فقال رسول الله صل الله عليه وسلم هل تجد رقبة تعتقها
قال لا
قال فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين
قال لا
فقال فهل تجد إطعام ستين مسكينا
قال لا
قال فمكث النبي صل الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك
أتي النبي صل الله عليه وسلم بعرق فيه تمر والعرق المكتل
قال أين السائل
فقال أنا
قال خذ هذا فتصدق به
فقال الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لابتيها - يريد الحرتين –
أهل بيت أفقر من أهل بيتي فضحك النبي صل الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه
ثم قال أطعمه أهلك .
(صحيح البخاري ج2/ص684) .
اضربوا لي معكم بسهم
عن أبي سعيد رضى الله عنه قال انطلق نفر من أصحاب النبي صل الله عليه وسلم
في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم
فأبوا أن يضيفوهم فلُدِغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء
فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم
شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء
لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي
ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا
جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه
ويقرأ الحمد لله رب العالمين فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة
قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال :بعضهم اقسموا
فقال:الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي صل الله عليه وسلم
فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صل الله عليه وسلم
فذكروا له فقال وما يدريك أنها رقية
ثم قال قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما
فضحك رسول الله صل الله عليه وسلم .
(صحيح البخاري ج2/ص795) .