الأمر في القرآن الكريم
ذكر أهل التفسير أن الأمر في القرآن على ثمانية عشر وجها .
أحدها : الدين .
ومنه قوله تعالى في براءة :
} لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ {
يعني دينه ، وفي الأنبياء :
} وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ { ،
وفي المؤمنين :
} فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {
والثاني : القول .
قال اللَّه تعالى:
}إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ{ .
قال:
}فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى{ .
أي: يتنازعون القول.
والثالث : العذاب ،
ومنه قوله تعالى في هود :
} وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ { ،
وفيها :
} فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا{ ،
وفي إبراهيم :
}وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ{
، وفي مريم :
} وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ {
يعني: وجب العذاب
والرابع : قتل كفار مكة .
ومنه قوله تعالى في الأنفال:
} وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ
لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ { .
والخامس : فتح مكة .
قال الله تعالى:
}فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ {.
والسادس : قتل بني قريظة وجلاء بني النضير .
ومنه قوله تعالى في البقرة :
} فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ{ .
والسابع : القيامة .
ومنه قوله تعالى في النحل :
} أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ { .
والثامن : القضاء .
ومنه قوله تعالى في الأعراف :
} أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ { ،
وفي يونس :
} ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ {،
وفي الرعد :
} يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ { .
والتاسع : الوحي .
ومنه قوله تعالى في تنزيل السجدة :
} يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ { ،
قال أهل التفسير: يعني: الوحي ، وفي الطلاق :
} الله الذي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأمر بَيْنَهُنَّ {
يعني: الوحي.
والعاشر : النصر .
ومنه قوله تعالى في آل عمران:
} هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ{
والحادي عشر : الذنب .
ومنه قوله تعالى في المائدة :
} أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِه {.
وفي التغابن :
} فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ { ،
وفي الطلاق :
}فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا {
والثاني عشر : الشأن والحال.
ومنه قوله تعالى في هود :
} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ *
إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ { ،
وفي حم عسق :
} أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ {
والثالث عشر : الموت.
ومنه قوله تعالى في الحديد :
} وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ
حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ {
والرابع عشر : المشورة.
ومنه قوله تعالى في الأعراف:
} يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ {
والخامس عشر : الحذر.
ومنه قوله تعالى في التوبة:
} إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا
مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ{
السادس عشر : الغرق.
ومنه قوله تعالى في هود :
} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ { .
والسابع عشر : الخصب .
منه قوله تعالى في المائدة
} فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ {
قِيلَ: الْخِصْبُ وَالسَّعَةُ لِلْمُسْلِمِينَ.
والثامن عشر : الأمر الذي هو استدعاء الفعل .
ومنه قوله تعالى في سورة النساء :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا { ،
وفي النحل :
}إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى{ .
وقيل الأمر: الأمراء والعلماء
قال اللَّه تعالى:
} أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ {
يعني الفقهاء والعلماء ، وقيل: الأمراء والولاة .
اهم المراجع:
· الوجوه والنظائر في القرآن العظيم، لمقاتل بن سليمان البلخي .
· نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر –
جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي.
· قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم –
الحسين بن محمد الدامغاني.
· الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري –
أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري.
· تفسير القرآن العظيم -ابن كثير
· تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان –
عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي
· معاجم اللغة