عصفور .. أبي عمير

عصفور .. أبي عمير


كان العصفور يطير سعيدا ، يرفرف بجناحيه ، فيطير الغلام فرحا به ، ولكنه فوجئ ذات يوم بشيء لم يتوقعه ، فاشتد حزنه ، ولكن من حسن حظه ، أن رسول الله – صل الله عليه وسلم – واساه بنفسه .

فحينما كان أنس بن مالك – رضي الله عنه – صغيرا ، كان له أخ أصغر منه ، إسمه أبو عمير ، وكان لأبي عمير عصفور صغير جميل ، ذو رأس أحمر ، يلعب معه ويطعمه ويسقيه ، فتعلق به وأحبه حبا شديدا .

وذات يوم ، تغير حال العصفور الصغير ، قل نشاطه ، وهدأت حركته ، واعتلَّت صحته ، حتى مات ، فلما رآه أبو عمير ملقى على ظهره ، وقد ارتفعت رجلاه الصغيرتان إلى أعلى ، وبسط جناحيه الصغيرين إلى جواره ، أدرك أنه فارق الحياة ، وحزن حزنا شديدا ، وبينما هو على هذه الحال ، جاءهم رسول الله – صل الله عليه وسلم ، رآه النبي حزينا ، فسأل أمه ، أم سليم – رضي الله عنها – قائلا : ( يا أم سليم ، ما شأني أرى أبا عمير إبنك خائر النفس ) ؟

قالت أم سليم – رضي الله عنها : ( يانبي الله .. ماتت صعوة له ) والصعوة هي : طائر أصغر من العصفور ، أحمر الرأس ، وقيل أنه صغار العصافير .
نظر رسول الله – صل الله عليه وسلم – إلى أبي عمير ، الذي كان حزينا ، أحس به ، وقدَّ مشاعره ، وأخذ يمسح بيده الشريفة على رأسه ويقول له ملاطفا وملاعبا : يا أبا عمير .. ما فعل النُّغَير ؟ والنغير هو : طائر ذو منقار أحمر .

وفي موقف آخر ، نرى اهتمام النبي – صل الله عليه وسلم – بالأطفال ، في موقف يصنع منهم رجالا يحملون أعباء الدعوة ، وشرف الجهاد فيما بعد ،

حيث جاءه طفلان من أطفال المسلمين للبيعة ،كان هذا الطفلان هما : عبدالله بن الزبير ، وعبدالله بن جعفر بن أبي طالب ، كان كل منهما في السابعة من عمره ، فلما رآهما رسول الله – صل الله عليه وسلم ، تبسم ومد يده فبايعهما ، حيث إحتوت يده الشريفة يد كل منهما .


كما بايع رسول الله – صل الله عليه وسلم : الحسن والحسين وعبدالله بن عباس وهم أطفال قبل سن البلوغ .